ارتكب جيش الاحتلال الإرهابي، مساء اليوم الأربعاء، مجزرة جديدة في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة استهدفت خيم النازحين في مستشفى اليمن السعيد، مما أوقع 17 شهيداً وعشرات الإصابات.

وذكرت مصادر صحفية بتكدس جثامين عدد من جثامين شهداء مجزرة النازحين في شمال قطاع غزة، حيث قصف الاحتلال خياماً في مستشفى اليمن السعيد ومنطقة الفاخورة.

ووصلت جثامين الشهداء الى مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، جراء قصف قوات الاحتلال خيام النازحين بمستشفى اليمن السعيد في مخيم جباليا.
وقال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية: "إن 17 فلسطينيًا استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى اليمن السعيد" الذي يؤوي نازحين".

وأفادت مصادر محلية أن بين الشهداء، أطفال ونساء، مؤكدين أن القصف الصهيوني أسفر عن تفحم الجثامين، وتمزقها، مما يصعب التعرف عليها.

وارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ فجر اليوم، إلى 60 شهيدا، 47 منهم في شمال القطاع، ليصل عدد الشهداء خلال 5 أيام من العدوان على شمال القطاع إلى 120 شهيدًا.

وبدأ الاحتلال عملية واسعة، فجر الأحد، تهدف لتهجير سكان شمال قطاع غزة، تطبيقًا لخطة الجنرالات التي كشف عنها مؤخرًا.

وبدأ الاحتلال عملياته بمحاصرة مناطق الشمال؛ بيت حانون وبيت لاهيا ومعسكر جباليا، الذي يواجه فيه مقاومة شرسة على مدى عام كامل.

واستهل الاحتلال خطته بالقصف الشديد على المنازل المأهولة وخيم النازحين، ثم المطالبة بالإخلاء، وآخر فصولها قصف مخازن الطحين والمخابز ومحاصرة المستشفيات؛ لتدمير كل مقومات الحياة هناك.

وما زالت جثث عشرات الشهداء في شوارع مخيم جباليا، وتحت ركام المنازل المدمرة، ولا تستطيع طواقم الإسعاف الوصول إليها بسبب محاصرة قوات الاحتلال معظم الشوارع، بينما يتواصل القصف المدفعي الصهيوني على محيط مستشفى كمال عدوان.

وأنذر الاحتلال الفلسطينيين بإخلاء مساكنهم في بلدة ومخيم جباليا، والتوجه جنوبًا عبر ممر آمن، وسط تحذير وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة المواطنين من الاستجابة لذلك، معتبرة إياه خداعًا وكذبًا.

وحاصر الاحتلال، أمس الثلاثاء، مستشفيات كمال عدوان والإندونيسي والعودة، وطالب بإخلائها من المرضى والكوادر الطبية خلال 24 ساعة.

وقالت وزارة الصحة في غزة: "إن الاحتلال يحاصر مستشفى كمال عدوان، ويطالب بإخلائه خلال 24 ساعة، كما يطلق النار على مكتب الإدارة".

وذكرت إدارة المستشفى أن جيش الاحتلال اعتقل أحد المسعفين، وأعاق إجلاء مرضى من الأطفال الخدج، مشيرة إلى أن الاحتلال يسعى لإخراج المنظومة الصحية عن الخدمة لتهجير سكان شمال غزة.

وحذرت وزارة الصحة من توقف مستشفى "كمال عدوان" المحاصر عن العمل خلال ساعات بسبب نفاد الوقود.

بدوره، قال "حسام أبو صفية"، مدير مستشفى كمال عدوان: "إن الجيش الإسرائيلي أمهلهم 24 ساعة لإفراغ المستشفى بشكل كامل من المرضى والطواقم الصحية".

وأضاف: "إن جيش الاحتلال تواصل بشكل مباشر، وقال بلغة التهديد إن علينا إخلاء المستشفى من المرضى والطواقم، وإلا سنعرض أنفسنا للخطر".

ووصف أبو صفية هذا الإجراء بالخطير، حيث يهدد بانهيار المنظومة الصحية شمال القطاع، معربًا عن مخاوفه من وجود خطة جديدة لتهجير أهل شمال غزة من خلال إخراج المنظومة الصحية هنا عن الخدمة.

وبعد قصف النازحين ومناطق تجمع المدنيين، أقدم الاحتلال على تدمير مخبز "الشلفوح" بمخيم جباليا، وهو المخبز الوحيد الذي يعمل في شمال قطاع غزة.

وقال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، مساء الثلاثاء: "إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجازر في مناطق شمال قطاع غزة بالتزامن مع اليوم الرابع من هجومه الواسع هناك"، محذرًا من خطورة الأوضاع الإنسانية السيئة جراء الحصار المفروض عليها.

وأضاف الدفاع المدني في بيان: "تزداد الأوضاع الإنسانية في محافظة الشمال خطورة ساعة بعد ساعة، بعد قيام الاحتلال بشن هجوم واسع على مناطق بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا لليوم الرابع على التوالي، حيث يفرض عليها حصارًا مشددًا، ويمنع دخول إمدادات المياه والطعام والدواء".

من جانبها، اعتبرت حركة "حماس" إنذار الاحتلال الصهيوني بإخلاء 3 مستشفيات شمال قطاع غزة محاولة إجرامية لتطبيق مخطط التهجير.

وقالت الحركة في بيان: "تهديدات الجيش الإسرائيلي وإنذاره بإخلاء مستشفيات كمال عدوان والإندونيسي والعودة من المرضى والطواقم الطبية محاولة إجرامية لتطبيق خطط التهجير التي تسعى الحكومة لتنفيذها".

وأضافت: "هذا التهديد الإرهابي للمستشفيات، وإخلاؤها تحت وطأة القصف والعدوان والاستهداف المباشر، هو بمثابة حكم بالإعدام على الآلاف من المرضى والجرحى فيها، من نساء وشيوخ وأطفال". (İLKHA)