أكد الباحث والكاتب "وحيد الدين إنجه"، في ملتقى *اتحاد العلماء والمدارس الشرعية* الذي عُقد في ديار بكر، أن القدس ستعود لتحررها قوى المقاومة الإسلامية، مشددًا على أن الأكراد أحفاد صلاح الدين الأيوبي يلعبون دورًا محوريًا في إشعال شعلة الحرية العالمية.

وجاء هذا التأكيد خلال مشاركته في النسخة التاسعة من الملتقى الذي حمل عنوان "طوفان الأقصى ومسؤولية الأمة والعلماء (شرف الأمة غزة)"، بحضور نخبة من العلماء من مختلف البلدان الإسلامية.

انطلقت الفعالية بمشاركة علماء من تركيا، العراق، إقليم كردستان، فلسطين، مصر، أفغانستان، قطر، السودان، السنغال، السعودية، والأردن.

وكان موضوع الملتقى هذا العام مخصصًا للأحداث الجارية حول المسجد الأقصى وغزة، وخاصة في سياق "طوفان الأقصى"، الذي يعبر عن الانتفاضة الفلسطينية والمقاومة المستمرة ضد الاحتلال الصهيوني.

وفي كلمته، ركز "إنجه" على أهمية تحرير القدس في الماضي والحاضر، مشيرًا إلى أن تحرير القدس على يد صلاح الدين الأيوبي كان حدثًا محوريًا للمسلمين، ليس فقط لأنه حرر الأرض، بل لأنه نجح في استعادة الروح الإسلامية التي توحد الأمة حول قضية مركزية.

 وأكد أن معركة القدس ليست مجرد صراع جغرافي، بل هي معركة للعدالة والتحرر من الظلم الذي تمثله الصهيونية العالمية.

وتحدث "إنجه" عن التأثير الكبير لفتح القدس على المسلمين، وخاصة المجاهدين في غزة، الذين يستلهمون من هذا التاريخ البطولي لمواصلة نضالهم ضد الاحتلال الصهيوني.

ولفت إلى أن صلاح الدين لم يكن فقط قائدًا عسكريًا، بل كان نموذجًا للإدارة الحكيمة والقيادة الرشيدة التي استطاعت توحيد المسلمين في مواجهة عدو مشترك.

أهمية القدس في الإسلام

وتناول "إنجه" في كلمته أهمية القدس في الإسلام، مشيرًا إلى أن القدس كانت دائمًا مركزًا مهمًا في تاريخ الرسالات السماوية.

واستعرض الأحداث التاريخية التي جعلت من القدس نقطة تحول أساسية في تحقيق الانسجام بين الأهداف التكوينية (الكونية) والتشريعية للبشرية.

وأشار إلى أن التوحيد، وهو الأساس الذي بُنيت عليه الرسالات السماوية، يتجلى بوضوح في مدينة القدس التي جمعت بين أنبياء الله.

وأكد أن الأنبياء جميعًا اتخذوا من القدس محورًا لدعواتهم، وأن الرسالة التي أتى بها النبي إبراهيم عليه السلام استمرت في هذه المدينة المقدسة، حيث جعلها مركزًا لنشر التوحيد.

وأضاف أن هذه القدسية لم تقتصر على التاريخ القديم، بل استمرت في عصر الإسلام حين ارتبطت القدس بمعجزة الإسراء والمعراج للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

الصراع على القدس ومستقبلها

وتطرق "إنجه" إلى الصراع بين المسلمين واليهود حول القدس، موضحًا أن اليهود، منذ دخولهم إلى فلسطين، يرون أن مهمتهم تقتصر على السيطرة على المدينة المقدسة، لكن الرسالة الإلهية التي جاء بها الإسلام تقضي بأن تكون القدس مدينة للسلام والعدل، وهي القيم التي يسعى المسلمون لتحقيقها.

وأشار إلى أن اليهود كانوا على علم بأن مهمتهم الدينية تنتهي في القدس، وأن الإسلام جاء ليكمل هذه المهمة بجعل التوحيد والعدالة ركيزتين في حياة البشرية.

وأوضح أن الصراع الدائر اليوم في غزة والضفة الغربية هو امتداد لهذا الصراع التاريخي على القدس، وأنه يجب على المسلمين أن يفهموا أن هذه المعركة هي معركة تحقيق العدل الإلهي، وليست مجرد نزاع سياسي أو إقليمي.

واعتبر أن المقاومة في غزة هي جهاد في سبيل الله وأن تحرير القدس يتطلب وحدة الأمة الإسلامية وتضافر جهودها لمواجهة العدو الصهيوني.

دور المقاومة في غزة

وفي هذا السياق، أشار "إنجه" إلى أن المجاهدين في غزة يمثلون اليوم امتدادًا للمعركة التي قادها صلاح الدين الأيوبي، موضحًا أن هؤلاء المجاهدين لا يقاتلون من أجل غزة وحدها، بل من أجل تحرير القدس واستعادة مكانتها كرمز للعدالة والسلام في العالم.

وأكد أن المقاومة الفلسطينية لا تسعى فقط إلى تحرير الأرض، بل تهدف إلى إحياء روح الأمة الإسلامية وتوحيد صفوفها في مواجهة المخاطر التي تهددها.

وأضاف أن المقاومة الفلسطينية، بقيادة حركة حماس وغيرها من الفصائل، تقف في وجه المشروع الصهيوني الذي يسعى إلى تهويد القدس وطمس معالمها الإسلامية.

وأكد أن الدعم الذي تتلقاه المقاومة من الشعوب الإسلامية، وخاصة من الأكراد أحفاد صلاح الدين، يلعب دورًا حاسمًا في إدامة المعركة وإحباط المخططات الصهيونية.

وفي ختام كلمته، أعرب "إنجه" عن تفاؤله بمستقبل القدس، مؤكدًا أن التحرير قادم لا محالة، وأن المسلمين سيشهدون يومًا قريبًا يعود فيه المسجد الأقصى إلى حضن الأمة الإسلامية.

وأشار إلى أن الاحتلال الصهيوني لا يمكنه الاستمرار في ظل صمود المقاومة، ودعم الشعوب الإسلامية لها.

وأكد أن الأمة الإسلامية، التي وحدتها معركة صلاح الدين قبل قرون، قادرة اليوم على توحيد صفوفها من جديد لمواجهة الاحتلال، وأن تحرير القدس سيكون بداية لتحقيق العدالة والسلام في العالم بأسره.

وختم "إنجه" كلمته بالتأكيد على أن القدس ستظل القضية المركزية للمسلمين، وأن كل محاولات اليهود لتهويدها ستفشل أمام صمود الأمة الإسلامية، داعياً المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى مواصلة دعمهم للمقاومة الفلسطينية، سواء بالدعاء أو بالمساعدة المادية والسياسية، حتى يتحقق النصر وتتحرر القدس من الاحتلال الصهيوني. (İLKHA)