انطلق ملتقى العلماء التاسع، الذي ينظمه اتحاد العلماء والمدارس، تحت شعار "طوفان الأقصى، مسؤولية الأمة والعلماء (شرف الأمة، غزة)" في ديار بكر.
وقد تم تحديد موضوع هذا العام لفعاليات "ملتقى العلماء"، الذي يعقد في شهر تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، تحت عنوان "طوفان الأقصى، مسؤولية الأمة والعلماء (شرف الأمة، غزة)".
وألقى رئيس الوفد الدولي لنصرة نبي الإسلام الدكتور محمد الصغير كلمة حول "أثر طوفان الأقصى على المجتمع والمنظمات الدولية" خلال المهرجان.
"المكان الوحيد الذي نجح في الامتحان هو غزة"
وقد بدأ الشيخ المصري الدكتور "محمد الصغير" كلمته بالحمد لله (جل جلاله) والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، قائلاً: "أود أن أؤكد في البداية أننا في هذا الاجتماع نؤدي واجبًا ملقى من الله تعالى على عاتقنا، نحن نقوم بما يتوجب علينا في مواجهة الامتحان الذي يواجه الأمة الإسلامية. يقول الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (آل عمران: 142). الأمة الإسلامية حاليًا في امتحان، وحوالي 2 مليار مسلم يواجهون هذا الامتحان. والمكان الوحيد الذي اجتاز هذا الامتحان هو غزة".
"إخواننا في غزة نجحوا في هذا الجهاد"
وقال الدكتور محمد الصغير: "إن الجهاد الذي يُجرى حاليًا في غزة جاء بعد 17 عامًا من الحصار، أنتم تدركون بالطبع أن تنفيذ عملية من هذا القبيل بعد 17 عامًا من الحصار ليس بالأمر السهل، لقد تمكن إخواننا في غزة من القيام بهذا الجهاد لأنهم كانوا يستعدون له لفترة طويلة".
وأشار إلى قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ" (المائدة: 8) موضحًا: "هذا ليس مجرد شعار. إخواننا في غزة قاموا بجهاد جماعي وفقًا لهذه الآية بعد سنوات من التحضير. وعند النظر إلى الوضع، يمكننا القول إن الكيان الصهيوني قد تكبد هزيمة كبيرة على الصعيدين العسكري والاستخباراتي. إن تصريحات قادة الاحتلال المزعومين بعد عملية طوفان الأقصى، واستقالاتهم من مناصبهم، هي دليل على اعترافهم بالهزيمة".
"طوفان الأقصى أصبح حديث العالم أجمع"
واصل الدكتور محمد الصغير حديثه قائلًا:
"على سبيل المثال، رأينا أحد قادة الاحتلال يستقيل قائلاً: 'لم أستطع منع موت جنودي.' لقد اضطر أعداء المسلمين في غزة أيضًا للاعتراف بنجاحهم. حتى أعداؤهم يعترفون بأن القائد الكبير يحيى السنوار قد أظهر موقفًا أقوى عسكريًا واستخباراتيًا من رئيس الوزراء المزعوم للكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو. الحمد لله، إن عملية طوفان الأقصى أصبحت موضع حديث في جميع أنحاء العالم".
"ديار بكر كانت دائمًا صوت الأمة"
قدم الدكتور محمد الصغير شكره أيضًا لـ"اتحاد العلماء" بمناسبة الملتقى، قائلًا: "كما تعلمون، ديار بكر هي مدينة الصحابة، لقد زرت العديد من الأماكن في تركيا، لكنني أريد أن أقول إنني تأثرت كثيرًا بالجو الروحي في ديار بكر. عندما يحدث استشهاد لأي شخص من حماس أو قادة العالم، فإن إخواننا في ديار بكر يقدمون التعازي بالتأكيد. على سبيل المثال، عندما استشهد المهندس التونسي محمد الزواري، الذي صنع الطائرات المسيرة لحماس، أُقيم له عزاء في ديار بكر، رغم أن محمد الزواري لم يكن معروفًا من قبل الكثيرين. لقد كانت ديار بكر دائمًا صوت الأمة. لو كانت اجتماعات دعم غزة قد أُقيمت في ديار بكر، لكان على الأقل قادة حماس والمجاهدون في غزة يرون ويعرفون أن الأمة الإسلامية وراءهم".
"قرن طوفان الأقصى"
وقال الشيخ محمد الصغير: "عندما يتعلق الأمر بالقدس، فإنكم كأحفاد صلاح الدين الأيوبي دائمًا تحملون المسؤولية".
وأضاف: "لذلك، سيتم مناقشة هذه القضايا في ديار بكر، وسيتم الاجتماع في ديار بكر. إن الأمة الإسلامية مدينة بصلاح الدين الأيوبي الذي فتح القدس".
وفي نهاية حديثه، قال الشيخ محمد الصغير:
"إن جهاد الأمة يبدأ بالعلم والعلماء. إذا لم يقم العلماء بقيادة الأمة، فإن الأمة ستتخلف في كل شيء. إخواني الأعزاء، اليوم جميع الدول الغربية تقاتل معًا ضد روسيا في أوكرانيا. بينما نحن لا نستطيع أن نكون في مستوى تلك الدول الغربية. في غزة، نحن لا نقاتل مع إخواننا ضد الكيان الصهيوني، ولا نستطيع أن نقدم الدعم الكافي لإخواننا. إن شاء الله، مع عملية طوفان الأقصى، ستشهد الأمة ولادة صلاح الدين الأيوبي جديد. إخواننا في غزة مستمرون في نضالهم على الرغم من جميع الصعوبات. إن شاء الله، سيحقق مقاومة غزة النجاح، وستطلق الأجيال القادمة على قرننا اسم 'قرن طوفان الأقصى' و'قرن جهاد أفغانستان'".