كتب الأستاذ محمد أشين مقال جاء فيه:

تحتوي القرية على مئات السكان والعشرات من العائلات.

بين هذه العائلات صداقة وقرابة وتجارة وجوار، ولكن قد تحدث مشكلات ونزاعات في بعض الأحيان على الحقول والحيوانات والأطفال.

ورغم أن ذلك قد يكون خاطئاً، فإن بعض الأفراد والعائلات القوية قد تظلم باقي العائلات وأفراد القرية وتقوم باضطهادهم.

بل وقد تحصل نزاعات دموية تؤدي إلى خسائر في الأرواح.

لكن هناك دائماً إرادة لحل هذه المشكلات بينهم، فبعض الخلافات يتم حلها، ولكن قد تبقى بعض المشكلات غير قابلة للحل وتستمر.

لقد عاش أجدادهم وآباؤهم معاً منذ قرون، وقد دافعوا سوياً عن القرية في بعض الأحيان ضد اللصوص وقطاع الطرق القادمين من قرى وأماكن بعيدة.

وفي ظل هذه الأوضاع، تعرضت القرية لهجوم من عصابة قطاع طرق جاءت من مكان بعيد.

هذه العصابة التي لا تملك أراض أو ممتلكات في القرية، قامت باغتصاب أراضي بعض القرويين، وهددتهم بالقتل أو النفي واستولت عليها.

أصبحت العصابة تفرض سيطرتها على القرية، تضرب من تشاء، تدوس على كرامة وشرف الناس، وتستولي على أراضيهم وحيواناتهم، بل وتقوم بإحراق المنازل بمن فيها...

تستغل العصابة ضعف بعض القرويين وتستعبدهم، وتجعلهم فلاحين وخدماً لديها في ضرب بقية القرويين.

 تعلم هذه العصابة جيداً أن جرأتها وظلمها يُستمدان من عدم اتحاد القرويين، وهي على يقين أنه لو توحد القرويون ضدها فلن تصمد ساعة واحدة في القرية، ولذلك فهي لا تتوقف لحظة واحدة عن إثارة الفتنة والفساد لمنع حدوث أي وحدة بين القرويين.

تقوم العصابة بزرع العداوة بين القرويين بقولها: "أنت من هذه العائلة، وأنت من تلك العائلة، في الماضي كان بين عائلتكم وعائلة أخرى ثأرٌ، تلك القبيلة قتلت جدك، وتلك العائلة اغتصبت ممتلكاتكم، تلك العائلة هي عدوكم ويجب أن تنتقم منها إليك السلاح والمال..." وهكذا تزرع الفتنة باستمرار بين القرويين.

تستمر العصابة في تلقي الأموال والأسلحة والدعم من الخارج، كما تحصل عليه من خونة الداخل، وبناءاً على هذا ليس بإمكان عائلة واحدة التصدي للعصابة وطردها من القرية.

القرويون الشرفاء الذين يسعون إلى توعية الآخرين بخطر هذه العصابة، ويحاولون توحيد القرية وتحريرها من الاحتلال، هم أكبر أعداء هذه العصابة.

ولهذا لا تتردد العصابة باستخدام كل الوسائل ضدهم: من ضغط وظلم وتهديد وابتزاز واغتيال وقتل النساء والأطفال وإحراق المنازل والتعذيب والسجن والنفي من القرية.

وهكذا تسعى هذه العصابة إلى إطالة أمد سيطرتها واستغلالها للقرية.

أي شخص عاقل، حتى ولو كان بسيط التفكير والذكاء، سيدرك أن القرويين يجب أن يضعوا خلافاتهم جانباً ويتحدوا للتخلص من هذه العصابة.

هذه القرية هي أرض الإسلام، وهذه العصابة هي عصابة الصهاينة.

منذ قرن وعصابة الصهاينة تحتل أراضينا، وتزرع الفتنة بيننا من خلال الطائفية والعِرقية والدول القومية وتستمر في عدوانها.

تضرب بلا تمييز بين شيعي وسني، تركي وكردي وعربي، وتقتل أعز أبنائنا، نرى أن دولة واحدة أو حركة واحدة لا تستطيع التصدي لهذه العصابة بمفردها.

لنكون أقوياء، ولنحصل على نصرة الله، ولنتخلص من هذه العصابة، لا خيار أمامنا سوى الوحدة. (İLKHA)