نجح مستشفى "تورغوت أوزال" التابع لجامعة إينونو في مدينة مالاطيا التركية في تسجيل إنجاز طبي عالمي غير مسبوق بإجراء ثاني عملية زراعة كبد متبادل لـ7 مرضى.

وقد أكد مدير معهد زراعة الكبد في المستشفى، البروفيسور "سزائيل

يلماز"، أن هذه العملية تعد إنجازاً تاريخياً ليس فقط على مستوى تركيا، بل على مستوى العالم.

وقال البروفيسور يلماز: "إن هذه العملية هي الثانية من نوعها في تاريخ الطب العالمي، والأولى كانت قد أجريت أيضاً في نفس المركز الطبي بمالاطيا".

وأضاف: "إن إجراء مثل هذه العملية بحجم 7 متبرعين و7 متلقين للكبد أمرٌ غير مسبوق، ولا أرى أنه من الممكن أن يتم تكرار مثل هذه العملية في مكان آخر خلال الخمسين عاماً القادمة".

وأوضح يلماز أن هذه العملية تطلبت التنسيق بين فريق طبي ضخم مكون من 120 شخصًا، بينهم 50 جراحًا.

وقد جرت العملية في 14 غرفة عمليات تعمل في وقت متزامن، مما يعكس حجم الجهد والتنظيم المطلوب لإنجاز مثل هذه العمليات المعقدة.

وصرح: "يتطلب إجراء هذا النوع من العمليات وجود تجهيزات طبية متقدمة وكادر طبي متمرس، بالإضافة إلى قدرة كبيرة على التنسيق والتنظيم، وهو ما نمتلكه هنا في مستشفى تورغوت أوزال".

وأضاف "يلماز" أن المركز الطبي في مالاطيا أصبح اليوم وجهة عالمية للمرضى الذين يحتاجون لزراعة الكبد، فقد نجح المستشفى حتى الآن في إجراء 157 عملية زراعة كبد متبادل، وتوافد مرضى من دول مختلفة مثل أذربيجان، السعودية، اليمن والقرم للحصول على علاجهم في هذا المركز.

كما أوضح "يلماز" أن جزءًا من نجاح هذه العمليات يعود إلى التعاون العلمي مع علماء من كلية بوسطن الأمريكية، بما في ذلك البروفيسور "طيفون سونميز" والبروفيسور "أتكه أونفر"، وهما من أبرز الأسماء التي ساعدت في تطوير الخوارزميات التي تسهل تنفيذ هذه العمليات المعقدة.

يُذكر أن "سونميز وأونفر" هما جزء من الفريق الذي حصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2012 عن أعمالهم في تطوير نظم التبرع بالأعضاء.

ومن بين المرضى الذين استفادوا من هذه العملية التاريخية كانت فتاة صغيرة من القرم، كانت تعاني من فشل كبدي لفترة طويلة، وكانت بحاجة ماسة إلى زراعة كبد، بفضل عملية الزرع المتبادل، تلقت الكبد المناسب من أحد المتبرعين، بينما تبرعت والدتها بكبدها لمريض آخر.

وقال يلماز: "هذا مثال على كيفية توفير الأمل والعلاج للمرضى من خلال هذه العمليات".

واختتم البروفيسور "يلماز" حديثه بتسليط الضوء على أهمية التبرع بالأعضاء في تركيا والعالم، مؤكدًا أن الوعي المجتمعي بهذه القضية الحيوية يجب أن يتزايد.

وأشار إلى دعم وزير الصحة التركي الجديد، "كمال مميش أوغلو"، في تعزيز الجهود لزيادة نسبة التبرعات بالأعضاء في البلاد. (İLKHA)