أعلن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" عن رغبة تركيا في تطبيع العلاقات مع سوريا وتحقيق الوحدة بين البلدين، مشيرًا إلى أن أنقرة مستعدة لإجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد لتحقيق هذا الهدف، ومؤكداً أن تركيا بانتظار رد من دمشق، معربًا عن الأمل في أن يتم ذلك في أقرب وقت ممكن.

وخلال مؤتمر صحفي عقده في مطار أتاتورك الدولي قبل توجهه إلى الولايات المتحدة لحضور الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أدلى الرئيس التركي بتصريحات مهمة تتعلق بالعلاقات مع سوريا، وتطورات الأحداث في غزة، والدور الذي يجب أن تلعبه الأمم المتحدة في تعزيز السلام العالمي.

وبدأ "أردوغان" حديثه بالتحضير للسفر إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأشار إلى أن أكثر من 130 دولة ستمثل في الاجتماعات هذا العام، بحضور رؤساء الدول والحكومات.

وقال: "ستكون هناك سلسلة من الاجتماعات المكثفة والمحادثات الثنائية مع زعماء الدول، ومن بين أبرز الفعاليات التي سنشارك فيها قمة المستقبل التي تستضيفها الأمم المتحدة".

وأوضح الرئيس "أردوغان" أنه سيلقي كلمة في القمة يدعو فيها إلى إصلاح النظام الدولي والأمم المتحدة، مشيرًا إلى ضرورة تغيير الهيكل الحالي لمجلس الأمن الدولي.

وقال: "نحن بحاجة إلى نظام عالمي أكثر شمولية وعدالة وفعالية سأتحدث عن ضرورة إصلاح الأمم المتحدة والمشاركة العالمية في اتخاذ القرارات، وأبرز المواقف التي سنناقشها هي العدالة في توزيع الفرص والتحديات التي تواجه البشرية".

وتناول "أردوغان" في حديثه المأساة الإنسانية التي تعيشها غزة في ظل العدوان الصهيوني، مشيرًا إلى أن الحصار الإسرائيلي المستمر على غزة منذ سنوات قد تحول إلى إبادة جماعية بطرق مختلفة.

وقال: "إسرائيل حولت غزة إلى معسكر إبادة مشابه لمعسكرات النازيين، أكثر من مليوني شخص يعيشون تحت حصار خانق، يتعرضون للقصف والقتل بطرق مباشرة أو عبر الجوع والعطش، نطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم لوقف هذه الجرائم، علينا التحرك بشكل عاجل لتحقيق وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية".

وأشار الرئيس التركي إلى أن العدوان الصهيوني لا يقتصر على غزة فقط، مشيرًا إلى الهجمات الأخيرة التي طالت لبنان ومحاولة توسيع نطاق الصراع في المنطقة.

وقال: "حذرنا من أن إسرائيل لا تستهدف غزة وحدها، بل تسعى لتوسيع رقعة الحرب، هجماتها على لبنان في الأيام الأخيرة تؤكد مخاوفنا، على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل فوري للضغط على إسرائيل لوقف هذه الاستفزازات".

وفيما يتعلق بالعلاقات التركية السورية، كشف "أردوغان" عن استعداد بلاده لتطبيع العلاقات مع دمشق، مشيرًا إلى أن تركيا مستعدة لإجراء محادثات مع رئيس النظام السوري "بشار الأسد"، وأنها تنتظر ردًا من دمشق.

وقال: "لقد أبدينا استعدادنا لإجراء محادثات مع الرئيس الأسد لتطبيع العلاقات وتحقيق الوحدة. نحن ننتظر الآن ردًا من الجانب السوري. كبلدين مسلمين، يجب أن نحقق هذه الوحدة في أسرع وقت ممكن".

وأكد أردوغان على ضرورة إنهاء التوترات في سوريا والعمل على تحقيق الاستقرار، مشيرًا إلى أن الاستقرار في سوريا سيعود بالفائدة على المنطقة بأكملها.

وقال: "نحن نسعى لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا، استمرار التوترات لا يخدم مصلحة أحد، نرغب في أن يعود الاستقرار إلى سوريا وأن يتمكن اللاجئون من العودة إلى ديارهم".

وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك لقاء مخطط له مع الرئيس الأمريكي "جو بايدن" خلال الزيارة، أوضح "أردوغان" أن جدول الاجتماعات مزدحم، وأنه لا يوجد حتى الآن موعد محدد للقاء "بايدن"، ولكنه أشار إلى احتمال عقد لقاءات ثنائية أخرى خلال الجلسات.

وشدد الرئيس التركي أيضًا على ضرورة إصلاح النظام المالي العالمي، مشيرًا إلى أن النظام الحالي لا يخدم جميع الدول بشكل عادل.

وقال: "يجب أن يكون هناك نظام مالي عالمي يعكس مصالح الجميع وليس فقط الدول الكبرى، سنواصل الدعوة إلى إصلاح النظام المالي خلال الاجتماعات".

وأشار "أردوغان" إلى أن تركيا ستواصل دعم القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية، وستعمل على لفت الانتباه إلى الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.

وقال: "في جميع اجتماعاتنا الثنائية والجماعية، سنواصل التركيز على ما يحدث في فلسطين وخاصة غزة، لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يستمر هذا الظلم".

وأكد الرئيس التركي في ختام حديثه على أهمية التنسيق مع الأمم المتحدة لحل الأزمات العالمية، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والأزمات الإنسانية في مناطق النزاع.

وأشار إلى أن تركيا ستواصل لعب دورها الفاعل في البحث عن حلول للأزمات الدولية.  (İLKHA)