صرّح وزير الخارجية المصري "بدر عبد العاطي"، الاثنين، بأن بلاده هي أكثر دولة متضررة من التصعيد في البحر الأحمر بسبب الخسائر التي تتكبدها قناة السويس، مؤكدًا أن إنهاء الحرب على قطاع غزة، هو الحل اللازم لمعالجة جذور التصعيد.

وقال عبد العاطي، في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي "سيرغي لافروف"، بموسكو: "إن مصر تتكبد خسائر شهريًا بسبب انخفاض عائدات قناة السويس؛ نتيجة التوترات الحاصلة في البحر الأحمر، والتي تؤثر على أمن حركة الملاحة".

وأضاف: "نتضرر جميعاً من هذا التصعيد غير المبرر وهذا التوتر الذي يؤثر على حرية الملاحة الدولية في البحر الأحمر".

وتابع: "ومصر بطبيعة الحال هي أكثر دولة متضررة من هذا التصعيد الخطير، ونتضرر شهريًا من الانخفاض الشديد في عائدات قناة السويس؛ نتيجة هذا التصعيد والاستهداف".

وأكد عبد العاطي أن الحلّ يكمن في معالجة جذور هذا التصعيد من خلال وقف العدوان على قطاع غزة، وعدم إعطاء المبرر لأي طرف لاستغلال هذ المعاناة لأغراض أخرى.

وفي تموز/ يوليو الماضي، كشفت إحصاءات الملاحة بالقناة خلال العام المالي 2023/ 2024 عن عبور 20 ألف و148 سفينة، بإجمالي حمولات صافية قدرها مليار طن، محققة إيرادات قدرها 7.2 مليارات دولار.

وذلك مقابل عبور 25 ألف و911 سفينة خلال العام المالي 2022/ 2023، بإجمالي حمولات صافية 1.5 مليار طن، محققة إيرادات 9.4 مليارات دولار، وفق بيان لهيئة قناة السويس آنذاك.

وحذّر عبد العاطي من أن السياسات العدوانية التي تمارسها إسرائيل، سواء في قطاع غزة أو التصعيد الخطير في الضفة الغربية، والممارسات غير المقبولة في القدس الشرقية، ستؤدي إلى مزيد من التصعيد يمكن أن يقود المنطقة إلى حرب إقليمية.

وشدّد على أهمية أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته في الضغط على إسرائيل، لحملها على التجاوب مع مساعي إنهاء الأزمة، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بوقف إطلاق النار، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة دون شروط.

وأكد ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، بما في ذلك الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر.

ويصرّ رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو"، على استمرار احتلال معبر رفح، ومحور صلاح الدين فيلادلفيا"، بالإضافة إلى ممر "نتساريم"، الذي يفصل شمال قطاع غزة عن الوسط والجنوب، وهو ما ترفضه حركة حماس.

وأدان عبد العاطي سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال كسلاح للعقاب الجماعي، ضد الشعب الفلسطيني في غزة.

وأضاف عبد العاطي: "إن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سواء في غزة أو الضفة الغربية، لا يمكن أن يستمر على هذا الحال".

وأكد عبد العاطي أنه لابد من إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الممتدة منذ سبعة عقود، ولابد من حصوله على حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة.

وحوّلت تل أبيب قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حربها نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.

وبموازاة حربه على غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية؛ مما أسفر عن استشهاد 705 شخص، وإصابة نحو 5 آلاف و700، واعتقال نحو 10 آلاف و700، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية(İLKHA)