شارك رئيس الشؤون الدينية التركي، "علي أرباش"، في "حفل إطلاق أسبوع المولد النبوي وأسبوع المساجد والعاملين في الحقل الديني"، الذي نظمته رئاسة الشؤون الدينية التركية في قاعة مؤتمرات الشهيد "علي آليطكان" بمقر الرئاسة في أنقرة.
وفي كلمته، أشار "أرباش" إلى الظلم الذي تعرضت له الفتيات الصغيرات في الجاهلية حيث كن يدفنَّ أحياء، مؤكدًا أن هذا الظلم كان سائدًا قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قائلاً: "الإنسانية كانت تنتظر الرحمة التي جاء بها النبي محمد. الفتيات والضعفاء كانوا ينتظرون نوره، كما ينتظر اليوم أطفال غزة وفلسطين، الذين يصرخون بأصوات عالية، لكن العالم أصم وأعمى عن معاناتهم".
وأضاف، أرباش: "نارينات اليوم، مثل نارينات الجاهلية، ينتظرن شفقة ورحمة النبي صلى الله عليه وسلم، غزة وفلسطين مليئة بنساء وأطفال ينتظرون الخلاص من الظلم، ولكن للأسف العالم يقف صامتًا ولا يحرك ساكنًا، القلوب متحجرة والضمائر ميتة".
وأشار إلى أن هذا العام تم اختيار "النبي محمد وشخصية الإنسان" كموضوع رئيسي لأسبوع المولد النبوي وأسبوع المساجد، مضيفًا: "نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة بناء شخصية الإنسان على هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد شهدنا في هذا العصر تدهورًا في القيم الإنسانية والأخلاقية، حيث أصبح العالم مهووسًا بالمادية والأنانية وتزايدت مشاكل اليأس والانحرافات الأخلاقية".
وتابع، أرباش قائلاً: "الغرب منذ القرن الثامن عشر بدأ في وعد البشرية بالسعادة والتقدم، ولكن ما نراه اليوم هو العكس تمامًا، الغرب أدخل البشرية في حالة من الفوضى والتوتر النفسي، والإنسان فقد قيمه الأساسية مثل الرحمة والأخلاق والعدل. واليوم، نحن نرى أن الحل الوحيد لهذه الأزمات العالمية هو العودة إلى القيم الإسلامية النبيلة".
وأضاف قائلاً: "النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو مرشد البشرية إلى الطريق الصحيح، شخصيته وأفعاله تمثل نموذجًا للبشرية جمعاء، العالم بأسره في حاجة إلى القيم الإسلامية والإنسانية التي دعا إليها النبي محمد، وهذه القيم هي الوحيدة القادرة على إنقاذ الإنسانية من الفوضى الحالية".
وفي حديثه عن أهمية المساجد في حياة المسلمين، قال، أرباش: "المساجد هي رمز الوحدة والإيمان، وهي مكان التقاء القيم الإسلامية وتعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع حياتنا اليومية، فهي ليست فقط مكانًا للعبادة، بل كانت على مدى التاريخ مراكز للتعليم والتواصل الاجتماعي والثقافي، عبر التاريخ، استطاع المسلمون بناء حضارة عظيمة تمحورت حول المسجد، الذي كان محور الحياة الثقافية والاجتماعية والدينية".
وختم "أرباش" كلمته بالدعاء لجميع المسلمين، وخاصة أهل غزة وفلسطين، داعيًا الله أن يجعل ليلة المولد النبوي وسيلة لتحرير جميع المظلومين وتحقيق السلام في العالم الإسلامي.
وأكد على أهمية الاستمرار في جهود التوعية والتعليم الديني في المجتمع، مشددًا على دور المساجد في بناء جيل واعٍ بالقيم الإسلامية.
وفي نهاية الحفل، قام رئيس الشؤون الدينية بتوزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة "مشاريع المساجد والعاملين في الحقل الديني لعام 2024". حيث حصل "عثمان أرسلان طاش" من إسطنبول على الجائزة الأولى عن مشروعه "منصة الخدمات الدينية الرقمية، و"قادير آتش" من تشانكيري على الجائزة الثانية عن مشروع "منصة الشباب الديني"، و "مؤمن تشوبور" من باليكسير على الجائزة الثالثة عن مشروعه "من السجن إلى دار الرعاية".
كما تم تكريم الفائزين في مسابقة "إلقاء الخطبة المؤثرة"، حيث حصل "صالح مايتالمان" على الجائزة الأولى، و"محمد كيليش" على الجائزة الثانية، و"أحمد تشاغلي" على الجائزة الثالثة. وفي مسابقة "قراءة الأذان الجميل"، حصل "أنس باشتور"على المركز الأول، و"مصطفى صادق جيلان" على المركز الثاني، و"أوموت جوشار" على المركز الثالث.
أما في مسابقة "حفظ الأحاديث الشريفة"، فقد حصل "سلجوق كورت" على المركز الأول، و"تشاغلار مريم كارتاش" على المركز الثاني، و"خليل ألبيراق" على المركز الثالث. (İLKHA)