نظمت منظمات المجتمع المدني في مدينة سكاريا التركية، في اليوم الثاني من العام الدراسي 2024-2025، وقفة احتجاجية للفت الانتباه إلى معاناة أطفال غزة الذين لم يتمكنوا من بدء عامهم الدراسي نتيجة القصف والعدوان الصهيوني المستمر على القطاع.
الفعالية التي نظمت أمام مدرسة "فالي مصطفى بويوك إمام خطيب"، شارك فيها عدد كبير من المعلمين وممثلي منظمات المجتمع المدني في سكاريا.
وخلال الوقفة، ألقى رئيس "نقابة الشباب" في سكاريا، "فياض جان"، بيانًا أعرب فيه عن تضامن المشاركين مع أطفال غزة، مشيرًا إلى أهمية التعليم كحق أساسي لكل طفل في العالم.
وأكد "جان" في خطابه على أهمية التعليم في القرآن الكريم، مستشهداً بالآيات التي تدعو إلى التعلم، مبرزًا كذلك المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تنص على أن لكل فرد الحق في التعليم، وأن التعليم الأساسي يجب أن يكون مجانيًا وإلزاميًا.
كما دعا إلى تحقيق العدالة التعليمية للأطفال الفلسطينيين الذين يعانون تحت وطأة الاحتلال.
وأشار "جان" إلى أن التعليم لا يقتصر على اكتساب المعرفة، بل يهدف إلى بناء مجتمع أكثر عدالة وسلامًا، وأن التعليم يجب أن يكون وسيلة لتعزيز التسامح والتفاهم بين الشعوب.
وأضاف "جان" أن ما يحدث في غزة، هو قمع لهذا الحق الأساسي من خلال استهداف المدارس، والمستشفيات، والملاجئ، وحتى المنازل.
وتطرق جان في كلمته إلى الوضع المأساوي الذي يعانيه أطفال غزة، حيث لا يستطيعون الذهاب إلى المدارس أو اللعب في الحدائق مثل باقي أطفال العالم.
كما تحدث عن أن العالم يقف صامتًا أمام الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون، في حين أن الولايات المتحدة وأوروبا تواصلان دعم الاحتلال الصهيوني.
وأكد "جان" أن الأمة الإسلامية والعالم يتحملان مسؤولية أخلاقية للوقوف في وجه هذه الجرائم.
وفي تصريحاته، أضاف "فياض جان" أن الأمة الإسلامية تظهر ضعفًا في الوقوف ضد هذا الظلم، ودعا المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى بذل المزيد من الجهود للتصدي للجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
كما دعا الحكومات والمؤسسات التعليمية إلى مقاطعة المنتجات الصهيونية في المدارس كجزء من حملة أكبر لمقاطعة المنتجات التي تدعم الاحتلال.
واستعرض "جان" أيضًا كيف أن أطفال غزة يتعرضون للموت والتهجير، حيث يتم استهداف المنازل والمدارس بالقنابل.
وأشار إلى أن المدارس في غزة التي تُستخدم كملاجئ يتم قصفها دون تمييز، وأن التعليم الذي يُعد بوابة لمستقبل أفضل للأطفال قد تحول إلى ساحة معركة، حيث أصبحت المدارس تحت القصف بشكل مستمر.
كما دعا "جان" في ختام كلمته إلى ضرورة أن يتخذ الآباء والمجتمع المحلي مواقف حازمة لحماية الأطفال من المخاطر التي يفرضها النظام الرأسمالي المتوحش، الذي يستهلك حياة البشر، ودعا إلى تربية الأطفال على القيم الإنسانية والدينية التي ترفع من شأن الأمة الإسلامية وتعيد حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة.
وأكد أن هناك حاجة ملحة لإصلاح النظام القضائي الذي لا يزال عاجزًا عن محاسبة الجناة، وقال: "يجب أن يُحاسب كل من يعتدي على أطفالنا أينما كان، وأن يُعاقب كل من يحرم الأطفال من حقهم في الحياة والتعليم".
وفي ختام الوقفة، دعا المشاركون إلى مقاطعة المنتجات الصهيونية في المدارس وفي الأسواق، مطالبين الحكومة التركية ووزارة التربية الوطنية بالتحرك لمقاطعة السلع التي تدعم الاحتلال.
كما حثوا المعلمين على توجيه الطلاب نحو قيم العدل والرحمة، وتعليمهم أن يقفوا إلى جانب المظلومين في كل مكان. (İLKHA)