نفت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، مساء الجمعة، صحة تقارير أميركية بشأن قيام طهران بتزويد روسيا صواريخ باليستية لاستخدامها ضد أوكرانيا، مؤكدة في تصريحات صحافية أنّ الموقف الإيراني المحايد من الحرب الأوكرانية "لم يشهد أي تغيير".
وأضافت البعثة الإيرانية أنّ إيران تعتبر أنّ إرسال المساعدات العسكرية لطرفي النزاع "أمر غير إنساني"، مشيرة إلى أنّ ذلك يتسبب بخسائر في الأرواح والبنى التحتية والابتعاد عن حوارات وقف إطلاق النار.
وأكدت إيران أنها لا تقدم على هذه الخطوة وتدعو بقية الدول أيضاً إلى وقف إرسال الأسلحة إلى طرفي الحرب أيضاً.
وقال مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، سعيد إيرفاني: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر هذه الاتهامات انعكاسا للخطط السياسية الضيقة الأفق للأعضاء الثلاثة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، الذين يحاولون تأمين مصالحهم السياسية، كما أن الأداء السابق للدول المعنية هو أيضا من الواضح تمامًا أنهم متورطون بشكل مباشر في الصراع في أوكرانيا ويوفرون أسلحة متقدمة، ومن المثير للسخرية أن تطلق ثلاث دول ساهمت بشكل كبير في تصعيد الصراع مثل هذه الادعاءات التي لا أساس لها بشأن إيران والحقيقة هي أن الأسلحة المصنعة في الغرب تطيل أمد الحرب في أوكرانيا وتلحق الضرر بالمدنيين والبنية التحتية المدنية في انتهاك للالتزامات الدولية وعدم امتثال للقانون الإنساني الدولي".
وقالت الولايات المتحدة، الجمعة: "إن أي نقل إيراني لصواريخ باليستية إلى روسيا من شأنه أن يمثل تصعيداً كبيراً في الحرب بين روسيا وأوكرانيا".
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الجمعة نقلاً عن مسؤول أميركي لم تسمّه أنّ إيران سلمت صواريخ قصيرة المدى إلى روسيا.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، شون سافيت: "حذرنا من تعميق الشراكة الأمنية بين روسيا وإيران منذ بداية الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا ونحن منزعجون من هذه الأنباء".
وأضاف: "أي نقل للصواريخ الباليستية الإيرانية إلى روسيا من شأنه أن يمثل تصعيداً جذرياً في دعم إيران لحرب روسيا العدوانية ضد أوكرانيا".
وقال مسؤول أميركي آخر لـرويترز: "إنهم يراقبون عن كثب النقل المحتمل للصواريخ الإيرانية إلى روسيا".
وكانت وكالة رويترز قد كشفت، نقلاً عن مصدرين استخباريين أوروبيين، أنّ عشرات الأفراد العسكريين الروس يتلقون التدريب في إيران على استخدام أنظمة الصواريخ الباليستية قريبة المدى "فتح-360"، وقال المسؤولان: "إننا نتوقع تزويد إيران روسيا بمئات الأسلحة الموجهة بالأقمار الصناعية قريباً من أجل حربها في أوكرانيا".
وذكر مسؤولا الاستخبارات اللذان طلبا عدم نشر اسميهما أنّ ممثلين من وزارة الدفاع الروسية يُعتقد أنهم وقعوا عقداً في 13 ديسمبر/ كانون الأول في طهران مع مسؤولين إيرانيين للحصول على صواريخ "فتح-360" وأحد أنظمة الصواريخ الباليستية الأخرى من تصنيع منظمة صناعات الطيران المملوكة لحكومة إيران، وهي صواريخ "أبابيل".
وقال المسؤولان نقلاً عن العديد من المصادر الاستخباراتية السرية: "إن أفراداً عسكريين من روسيا زاروا إيران لتعلم كيفية تشغيل نظام فتح-360 الدفاعي الذي يطلق صواريخ أقصى مدى لها هو 120 كيلومتراً وتحمل رؤوساً حربية زنة 150 كيلوغراماً".
وقال أحد المسؤولين إن الخطوة "الوحيدة المحتملة المقبلة" بعد التدريب ستكون الإرسال الفعلي للصواريخ إلى روسيا. (İLKHA)