نظم حزب الهدى في إسطنبول وقفة احتجاجية حاشدة أمام القنصلية الصهيونية في المدينة، تنديدًا بالجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
تأتي هذه الوقفة استجابة لدعوة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي حثت المسلمين والمدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم على الخروج في مظاهرات يوم 23 أغسطس لدعم المقاومة الفلسطينية.
شارك في الوقفة المئات من المواطنين الذين تجمعوا أمام مسجد "بارباروس خير الدين باشا" بعد صلاة العشاء، وبدأوا بالتوجه نحو القنصلية الصهيونية، مرددين شعارات مؤيدة لفلسطين وحركة حماس ومعادية للاحتلال الصهيوني.
وفي كلمة ألقاها خلال الوقفة، قال رئيس حزب الهدى في إسطنبول عيسى جوفنديك: "لا أعرف كم مرة تجمعنا في ميادين مختلفة في إسطنبول، لقد كانت هناك عدة تجمعات، ورغم ذلك لا نقول إن شيئًا لم يتغير، رسالتنا واضحة: "سنستمر حتى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر"، كذلك المجاهدون الذين يقاومون في فلسطين وغزة، لن يتوقفوا عن نضالهم، ونحن أيضًا لن نتوقف عن النزول إلى الميادين لدعمهم، نحن نؤمن بأنهم يمثلوننا هناك، ونحن هنا اليوم في إسطنبول نمثلهم، وطالما أن المجاهدين لا يتوقفون ولا يتراجعون، فإننا لن نتوقف أبدًا عن النزول إلى الميادين، إذا كانت المقاومة في غزة لا تخاف الموت وتواصل النضال، فإننا أيضًا لا نخاف من إعلان دعمنا للمقاومة في كل مكان، وبإذن الله سنستمر في التواجد في الميادين".
وأضاف جوفنديك: "نحن فخورون بأن نكون صوت الفلسطينيين ونؤيد نضالهم، كل من يقف ضد المقاومة أو لا يدعمها لن يحقق شيئًا، لا فائدة من الخوف من الموت، نحن مع المقاومة ونفتخر بدعمها، المجاهدون يفتخرون بشهادتهم، ونحن نفتخر بدعمنا لهم ومقاومتهم، إيماننا راسخ بأن الله تعالى لن يترك أهل غزة والمسجد الأقصى الذين يدافعون عن هذه الأماكن المقدسة ويضحون بأبنائهم، نحن نؤمن بأن النصر قريب، ونشعر بالفخر لدعمنا لهم ومساندتنا لهم هنا".
وبعد كلمته، قرأ "محمد سيلجوك إيشين"، رئيس دائرة الشباب في فرع حزب الهدى في إسطنبول، بيانًا دعا فيه قادة الدول الإسلامية للتحرك واتخاذ مواقف جادة، وقال: "إلى متى ستستمرون في دفن رؤوسكم في الرمال كأنعام الصحراء؟ العالم بحاجة إلى نظام عادل، والأحداث المتسارعة في المنطقة تشير إلى تحولات كبيرة قادمة، كل قرن يشهد تغييرات في الاستراتيجيات، التوازنات الإقليمية، الحروب والأحداث الكبرى التي تفتح آفاقًا جديدة. ما يحدث في غزة من جرائم وإبادة يعلمنا دروسًا كبيرة، طالما استمر الصمت تجاه الظلم في غزة، فإن الوقت الذي يمر سيكون خسارة كبيرة لنا".
وأضاف: "نحن نؤكد أن كل نفس نتنفسه ونحن صامتون إزاء الجرائم في غزة سيكلفنا حسابًا عسيرًا، ومستقبلنا سيكون مظلمًا، يجب أن نوضح مواقفنا بوضوح ضد الجرائم الصهيونية، إما أن نكون إلى جانب الظالم بذلٍ وعبودية، أو أن نقف مع المظلومين بعزة وكرامة، يجب أن يكون قادة الدول والشعوب الدولية ملتزمين بالنضال بشرف وشجاعة ضد الاحتلال الصهيوني، يجب أن نكون واضحين في مواقفنا؛ فعدم تحمل المسؤوليات سيكلفنا غاليًا، ويجب أن نختار بين التصدي للظلم أو الخضوع والخوف، لا يوجد طريق ثالث، من يبقى محايدًا في هذه القضية سيتم تهميشه، نحن كالشعوب نؤكد أننا مصممون على إنهاء هذا الظلم، وموقفنا واضح وصلب، وندعو الدول للتحلي بالشجاعة مثل شعوبها".
وختم "إيشين" كلمته بالقول: "المقاومة في غزة تحطم الأسطورة التي تقول بأن إسرائيل وأمريكا والدول الأوروبية لا تُهزم، على مدى عشرة أشهر، تم استخدام قوة غير متكافئة في غزة، وتم استهداف المدنيين بشكل مباشر، ومع ذلك، تواصل المقاومة كفاحها، مما يدل على ضعف الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه، نحن نرى أن الشعوب في جميع أنحاء العالم تقف إلى جانب غزة وتدعمها بكل الوسائل الممكنة، وتواصل مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وتقديم المساعدات لغزة، يجب أن نواصل العمل لتحفيز دولنا على التحرك ودعم غزة بكل الوسائل".
وأشار إيشين إلى أن ما يحدث في غزة يعيد تشكيل ملامح المرحلة الحالية، ويشير إلى نهاية فترة وبداية أخرى، كل طفل يُفقد، وكل منزل يُهدم، وكل يتيم وأرملة يُتركون في غزة يجعلنا جميعًا مسؤولين عن مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم، غزة ليست مجرد مكان، بل رمز لكل مظلوم ومضطهد، يجب أن نتخذ خطوات عملية لتعزيز الوحدة والتضامن".
وأعرب "إيشين" عن رأيه بأن محكمة العدل الدولية لا تختلف في وظيفتها عن الأمم المتحدة، حيث أن القرارات التي تتخذها لا تحمل أي قوة تنفيذية، ويجب على الدول الإسلامية، وخاصة تركيا، أن تأخذ عبرة مما يحدث في غزة وتتحرك بشكل جدي لتشكيل تحالفات إقليمية ضد التحالف الصهيوني، يجب اتخاذ خطوات جريئة لتغيير النظام العالمي الذي يخدم مصالح الصهاينة".
وختم بالقول: "لقد مرت 55 عامًا على الحريق الذي أشعله الصهاينة في المسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969، نحن ندين بشدة هذا التعدي الصارخ مرة أخرى، وندعو جميع الشعوب للنزول إلى الميادين بقوة أكبر لدعم المسجد الأقصى وغزة".
واختتمت الوقفة الاحتجاجية بالدعاء للمرابطين في القدس وغزة، مع تأكيد المشاركين على التزامهم بمواصلة الدعم والمساندة للمقاومة حتى تحقيق النصر الكامل. (İLKHA)