تحدّث الأستاذ محمد أوزجان عن قضيّة قتل الصحفيين في غزة فكتب:
أولاً، من هم الذين يقتلون الصحفيين الذين يلاحقون الحقيقة، ولماذا؟
الفئات التي تتبادر إلى الذهن هي المافيا والجماعات المصلحية، ومنظمات الإرهاب، والمديرون الذين يخونون بلدهم. هذه هي الفئات التي تُهاجم الصحفيين الذين يكشفون عن الفساد والجرائم والمصالح الخاصة.
من المعروف أن هذه الأطراف تقوم بشن هجمات ضد الصحفيين حول العالم. لا توجد أي دولة تقوم بشكل مباشر ومتعمد باستهداف الصحفيين.
لكن، النظام المحتل المزعوم إسرائيل، منذ 7 أكتوبر، قتل عمداً وبشكل متعمد 170 صحفياً في مدينة غزة الصغيرة التي يحتجز فيها 2.3 مليون شخص. الصحفي الأخير الذي قُتل هو إبراهيم مروان محارب.
في الماضي، كان من الممكن أن يتسبب قتل صحفي واحد في صدمة كبيرة ويثير ردود فعل واسعة في العالم. لكن عندما يتعلق الأمر بالنظام الصهيوني المحتل، يبدو أن الإدارات الأمريكية والأوروبية تتجاهل الأمر.
تبحث الدول الإسلامية أو المنظمات الدولية عن أي وسيلة للتدخل، لكن للأسف لا توجد أي منها.
الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي تنتقد تركيا بسبب تعاملها مع الصحفيين وتضغط عليها، تتجاهل مجازر النظام المحتل الإسرائيلي في غزة وتتجاهل مقتل الصحفيين الذين يوثقون الإبادة هناك. السبب هو أنهم هم من يزودون إسرائيل بالأسلحة لتقتل الأطفال والنساء والصحفيين.
الأمم المتحدة تكتفي بالتنديد. لأنها تعمل لمصلحة الدول الخمس الدائمة العضوية. المحكمة الجنائية الدولية موجودة، ولكن هل هناك عدالة؟ للأسف لا.
في مدينة صغيرة من العالم، قُتل هذا العدد الكبير من الصحفيين الذين كانوا يلاحقون الحقيقة، والرد من المحكمة الجنائية الدولية كان هو أن القضية ستُبحث. عذراً... ماذا ستبحثون؟
في غزة، هناك إبادة جماعية كبيرة، وهؤلاء الصحفيون قُتلوا لأنهم وثقوا هذه الجرائم.
الجميع في العالم عرف أن النظام الصهيوني هو عدو الإنسانية بفضل البث المباشر الذي قام به هؤلاء الصحفيون. لقد صوّروا الوحشية التي تعرض لها الأطفال والنساء، وصوّروا كيف يتم قصف المساجد والمدارس والمستشفيات وتدميرها. وكان هناك صحفيون الذين توفوا في هذه اللحظات التي كانوا يوثقون فيها الجرائم.
كلما قُتل صحفي، جاء آخر ليستمر في التوثيق، حتى قُتل 170 صحفياً. لقد قدموا أرواحهم في سبيل الحقيقة والعدالة.
أدعو الله أن يرحم الصحفيين الذين قدموا أرواحهم في سبيل الحق وأتذكرهم بكل احترام.
أما بالنسبة للوضع في غزة، فالوضع سيئ للغاية. لم يتبقى أي مكان آمن. النظام الصهيوني يواصل قصف المدنيين من الجو، دون أي صراع حقيقي مع المقاومين.
من جهة أخرى، تدّعي الدول الداعمة لإسرائيل مثل الولايات المتحدة بأنها تسعى إلى وقف إطلاق النار بينما يحاولون اكتساب الوقت، ويهدفون إلى إقامة دولة إسرائيلية خالية من فلسطين.
ثم يخططون للتوسع في المنطقة بدءاً من لبنان وسوريا وإيران وتركيا لتحقيق مشروع "من النيل إلى الفرات". بينما تتوهم الدول العربية التي أبرمت اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل بأنها ستكون في أمان.
يجب على جميع قادة الدول الإسلامية أن يدركوا أن الوضع أكثر خطورة مما يبدو. التنازلات التي لم يتم حساب عواقبها قد تؤدي إلى هزائم كبيرة في المستقبل."(İLKHA)