كتب الأستاذ رياض مكاييف عن آخر التطورات في قضية غزة:
الكيان الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة، قد قصف قطاع غزة منذ أكتوبر من العام الماضي بأكثر من القنابل التي أُلقيت على لندن وهيروشيما وناجازاكي ودريسدن مجتمعة؛ بما في ذلك القنبلة النووية التي ألقيت على اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.
قام المحللون بحساب كمية القنابل التي أُلقيت على قطاع غزة، وظهرت صورة مروّعة: حوالي 70 ألف طن من القنابل، مما أدى إلى تدمير جميع المباني في شرق وشمال قطاع غزة. هذه الحقيقة تسلط الضوء على حجم المجزرة الجارية ونتائجها المدمرة بالنسبة للمدنيين. الأثر الكارثي لاستهداف الأطفال من قبل الكيان الصهيوني سيتسبب في عواقب وخيمة. عدد الأطفال والرضع الذين قتلهم الصهاينة قد تجاوز 16 ألفًا. أكثر من 20 ألف طفل مفقود (من المحتمل أنهم تحت الأنقاض). بالنظر إلى الكثافة السكانية العالية في شريط ساحلي ضيق مثل غزة، فإن الأسلحة والذخائر التي يستخدمها الكيان الصهيوني والمدعومة من الولايات المتحدة توضح هدف الصهاينة في القضاء الكامل على الفلسطينيين جسديًا. هدف الكيان الصهيوني هو التطهير العرقي والإبادة الجماعية للفلسطينيين. لقد وصل الكيان الصهيوني إلى أقصى حدود قوته في حربه ضد حماس في قطاع غزة. الكيان الصهيوني الإرهابي قام بكل ما في بوسعه عسكريًا في غزة... الهجمات المستمرة لا تعرض المدنيين لمزيد من المخاطر فحسب، بل تُلغي أيضًا احتمال ضعف حماس أكثر. الشيء الوحيد الذي لم يستخدمه الكيان الصهيوني بعد هو السلاح النووي. فرضية أن "تحرير الأسرى الصهاينة لا يمكن تحقيقه إلا عبر المجازر الدموية" قد دُحِضت تمامًا، وأصبح من الواضح أن غزة لن تنكسر بأساليب عسكرية. خلال الحرب العالمية الثانية، استسلمت بلجيكا للألمان في غضون 18 يومًا. استسلمت وارسو للألمان في 27 يومًا. استسلمت الدنمارك للألمان في غضون ساعتين، بينما استسلمت النرويج بالكامل في غضون شهرين. باريس استسلمت للألمان في أسبوع واحد. لكن غزة تُقاوم بمفردها ضد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني منذ 11 شهرًا ولا تفكر في الاستسلام...
على الرغم من أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يمتلكان أحدث الأسلحة، فإن حماس لا تمتلك سوى الأسلحة المضادة للدبابات، والألغام، والأسلحة الخفيفة. ووفقًا لتقرير استخباراتي أمريكي، فإن أكثر من نصف الفرق العسكرية لحماس في شمال ووسط غزة قد نجحت في استعادة قدرتها القتالية على الرغم من الهجمات التدميرية للكيان الصهيوني. يشير خبراء CTP وISW إلى أن 3 من أصل 24 فرقة تم تدميرها بالكامل. الفرق المتبقية من حماس قد استعادت قوتها وتواصل الهجمات على العصابات المسلحة الصهيونية في غزة. وبينما تستمر حماس في المقاومة، تتزايد كوابيس السعودية ومصر والأردن والدول الخليجية الأخرى.
في العالم العربي، أصبحت الغضب والكراهية تجاه اليهود لا تطاق... وقريبًا ستقوم القيامة... وهذه "القيامة" لن تكون ضد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، بل ضد المسؤولين المحليين الذين يتعاونون معهم...
ولي العهد السعودي قال للولايات المتحدة إنهم يريدون قتله... ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يُجبَر على تطبيع علاقاته مع الكيان الصهيوني، يقول إن الاتفاق مع إسرائيل يجب أن يضمن "طريقًا واضحًا وغير قابل للتراجع نحو إقامة دولة فلسطين"... كما أنه يشعر بالقلق من أن الولايات المتحدة، في حال عدم التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، وخاصةً بسبب المجازر المستمرة في غزة، قد تُعرّض وضعه كـ"حامي الأماكن المقدسة للإسلام" للخطر، بسبب تزايد المشاعر المعادية لإسرائيل في العالم العربي... وهذه قلق مهم ودال، لأن ولي العهد ليس حامي الأماكن المقدسة للإسلام، بل هو حامي للولايات المتحدة وضامن لإسرائيل في الشرق الأوسط. غزة ستصمد .. بعض الوقت، وسينتهي هذا الأمر.
تحية لغزة، واصِلوا المقاومة(İLKHA)