كشف موقع أكسيوس الأميركي، أمس الجمعة، أنّ وزير الخارجية "أنتوني بلينكن" أبلغ وزير الأمن الصهيوني "يوآف غالانت"، بأنّ واشنطن قررت عدم فرض عقوبات على كتيبة "نيتسح يهودا"، إحدى كتائب جيش الاحتلال التي ارتكبت انتهاكات جسيمة في الضفة الغربية، بعد أن كانت إدارة جو بايدن تعتزم فرض عقوبات عليها.

وكانت مصادر أميركية قد كشفت، في 20 نيسان/ أبريل الماضي، أنّ من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية الأميركي فرض عقوبات على كتيبة "نيتسح يهودا"، تشمل منع الكتيبة وأعضائها من تلقي أي نوع من المساعدة أو التدريب العسكري الأميركي.

وقالت الشبكة: "إن الرئيس جو بايدن لن يفرض عقوبات على الوحدات العسكرية الإسرائيلية"، وجاء في رسالة من بلينكن لرئيس مجلس النواب الأميركي أن المساعدات العسكرية يمكن أن تستمر.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية: "إن بلينكن أبلغ غالانت بأنّ تصعيد التوتر في الشرق الأوسط ليس في مصلحة أي طرف"، وشدد أيضاً على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة.

وأضافت الوزارة في بيان: "أكد الوزير التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل"، وقال: "إن التصعيد ليس في مصلحة أي طرف".

ويعتبر تراجع بلينكن عن فرض هذه العقوبات، بمثابة إنجاز دبلوماسي كبير لغالانت، الذي أجرى في الأشهر الأخيرة محادثات مع بلينكن ومسؤولين أميركيين كبار آخرين، في محاولة لإثبات أن جيش الاحتلال اتخذ خطوات لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان من قبل أعضاء الكتيبة، بحسب ما أفاد "أكسيوس".

وقتل "عمر الأسد" (78 عامًا) الذي أمضى فترة طويلة من حياته في ميلواكي بالولايات المتحدة، في كانون الثاني/ يناير 2022 بالضفة الغربية بعد أن أُبقي ممددًا على بطنه أكثر من ساعة، وكان مكبل اليدين ومكممًا ومعصوب العينين، من قبل جنود كتيبة "نيتسح يهودا" التي أنشئت عام 1999، وتتألف من جنود يهود متطرفين.

وقال "فيدانت باتيل" نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أمس الجمعة: "بعد مراجعة معمقة لهذه المعلومات، خلصنا إلى أن الخطوات اللازمة قد اتُخذت لتصحيح الانتهاكات التي ارتكبتها هذه الكتيبة".

وأضاف: "إن كتيبة "نيتسح يهودا"|، المسؤولة عن مقتل الأسد، يمكن أن تواصل الاستفادة من الدعم الأمني من جانب الولايات المتحدة".

وقال مسؤول أميركي: "إن اثنين من جنود الكتيبة فُصلا وتركا الجيش، واتخذ الجيش الإسرائيلي تدابير لمنع تكرار الحوادث، من خلال تكثيف عمليات التدقيق في المجندين وتنظيم حلقة تدريبية لمدة أسبوعين للكتيبة".

وزعم جيش الاحتلال أن مقتل الفلسطيني-الأميركي كان نتيجة سوء اتخاذ القرار من جانب الجنود، وقال: "إن عمر الأسد رفض التعاون لدى اعتقاله".

وحالة الأسد ليست الأولى من نوعها فقد سبقها ولحقها حالات مشابهة، ففي كانون الثاني/ يناير الماضي دعت الولايات المتحدة سلطات الاحتلال إلى إجراء تحقيق عاجل في ملابسات مقتل الشاب توفيق عبد الجبار عجاق (17 عامًا)، وهو أميركي-فلسطيني قضى بنيران إسرائيلية في المزرعة الشرقية شرق رام الله في الضفة الغربية في مطلع العام الجاري.

وفي الحرب الحالية على غزة، شاركت الكتيبة في القتال في القطاع لأول مرة منذ إقامتها، وفي 8 آذار/ مارس الماضي، أشارت تقارير إلى أن الكتيبة شاركت في عمليات في بيت حانون شمالي قطاع غزة، بموازاة الدفاع عن السياج الحدودي ومنطقة الغلاف، كذلك ساهمت الكتيبة في عمليات دهم وتدمير مبانٍ في القطاع.

ويعود اسم الكتيبة بالأساس إلى مسارات التجنيد لجيش الاحتلال المخصصة للحريديم، وأبرزها كتيبة نيتسح يهودا، الكتيبة 97 التابعة للواء كفير، أحد الألوية الراجلة في جيش الاحتلال، والتي تحوّلت مع الوقت إلى كتيبة يسيطر عليها المستوطنون.

وفي الماضي، كانت تُعرف الكتيبة باسم "هناحال هحريدي"، حيث كانت تابعة للواء "ناحل"، واحد من ألوية النخبة في جيش الاحتلال التي كانت تركز على "شباب الطليعة المقاتلة".

وجاء اسم الكتيبة "نيتسح يهودا" من اختصار الأحرف باللغة العبرية "نوعر تسفائي حريدي"، الذي يعني "شباب عسكري حريدي".

وأقيمت مسارات خاصة لهذه الشريحة بالتعاون بين جيش الاحتلال والحاخامات في جمعية "نيتسح يهودا"، بهدف توفير حلول لشبيبة اليهود الحريديم الذين لم يجدوا مكانهم في تعلم التوراة والمعاهد الدينية، ومع مرور الوقت، انضمت نسبة كبيرة من المتدينين القوميين والصهيونيين الدينيين إلى الكتيبة، بالإضافة إلى عدد كبير من المستوطنين الذين يشاركون في الاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وكثيراً ما رافق هؤلاء بزيهم العسكري مستوطنين آخرين في اعتداءاتهم، وارتكبت هذه المجموعة أيضاً انتهاكات كبيرة. (İLKHA)