كتب الأستاذ حسن ساباز عن رأس حركة حماس الجديد:

بعد استشهاد إسماعيل هنية، تُثار التكهنات حول من سيأخذ مكانه على رأس حركة حماس، وذُكرت أسماء عدة.

لكن ربما قلائل هم من فكّروا في اسم يحيى السنوار.

أعلنت حركة حماس عبر بيان مكتوب:

"تعلن حركة حماس، حركة المقاومة الإسلامية، أنها قد اختارت القائد يحيى السنوار ليكون رئيس المكتب السياسي خلفًا للقائد الشهيد إسماعيل هنية."

من المؤكد أن أكثر من يشعر بالقلق من الاسم المعلن هم أولئك الذين كانوا يفضّلون استمرار "عملية التفاوض" التي هي في الواقع مسرحية، ويرغبون في استمرار النظام الإرهابي الصهيوني في ممارساته الإجرامية تحت مسمى "السلام".

يعلم المتابعون أن اسم يحيى السنوار له تأثير ليس فقط في غزة بل في عموم فلسطين.

فشعار المرأة من الضفة الغربية، التي تم الإفراج عنها عبر تبادل الأسرى، والتي قالت "نحن من أتباع يحيى السنوار ومحمد الضيف"، هو أفضل مثال على ذلك.

اسم يحيى السنوار أثار قلقاً واضطراباً أيضاً في الأوساط الصهيونية.

نتذكر كيف أثار تصريحه "نحن نقوم بمد خط مترو تحت تل أبيب" الخوف في صفوف الصهيونيين، وكم كان الاحتلال خائفًا من دخول المنازل لفترة.

وفي واقع الأمر، أعربت الصحافة الصهيونية عن مخاوفها بالقول إنه تم اختيار "الرجل الأكثر خطورة" بدلاً من هنية.

 

وكتب الكاتب والمحلل في صحيفة يديعوت أحرونوت آفي يسسخاروف: “لقد اختارت حماس الرجل الأكثر خطورة لقيادتها. وبعد مقتل إسماعيل هنية، أصبح السنوار، أحد مرتكبي مذبحة 7 أكتوبر، رسميًا أقوى رجل في التنظيم". وأضاف أن "وهذا قرار مجلس الشورى في حماس المكون من 50 عضواً، فهو تعبير عن الثقة في السنوار وضمان بقاء حماس في السلطة في قطاع غزة"

الصهاينة قلقون بشكل أكبر بسبب اسم يحيى السنوار، لكن في الحقيقة هو مجرد فلسطيني عادي.

ولد في الأراضي المحتلة أو في مخيمات اللاجئين، نشأ في المقاومة، تعرف على الحجر ثم السلاح منذ صغره، دخل السجون عدة مرات، واجه التعذيب، وقَبِل الشهادة كحقيقة في المجتمع الفلسطيني...

مثل الشيخ أحمد ياسين، عبد العزيز الرنتيسي، صلاح شحادة، صالح العروري، وإسماعيل هنية...

ومثل خالد مشعل، موسى أبو مرزوق، محمود الزهار...

يحيى السنوار هو كذلك...

ولد في مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة، وكان جزءًا من حماس منذ تأسيسها.

برز في المجالات العملياتية والاستخباراتية، وأسس جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس "المجيد".

عندما كانت غزة تحت الاحتلال بالكامل، لفتت أعمال يحيى السنوار انتباه المتعاونين والمخابرات الصهيونية، وتم القبض عليه.

خاف الصهاينة من هذا الشاب البالغ من العمر 25 عامًا، وبعد استجواب طويل ومؤلم، حكموا عليه بعدة أحكام مؤبدة وسجنوه.

في عام 2011، تم إطلاق سراحه مع 1,047 فلسطينيًا في مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أُسر في عملية عبر الحدود في عام 2006.

فهو يدرك أهمية الأسر وتبادل الأسرى.

بعد خروجه من السجن، عاد يحيى السنوار كزعيم بارز في حماس، وفي عام 2017 تم انتخابه رئيسًا لمكتب حماس السياسي في غزة، وكان قبل ذلك إسماعيل هنية هو رئيس المكتب السياسي في غزة.

يقال إن يحيى السنوار استفاد كثيرًا من سنوات سجنه، وتعلم العبرية بشكل جيد.

هو شخص يعرف جيدًا المحتل ومنطقه، ويعرف عدوه جيدًا.(İLKHA)