كتب الأستاذ محمد كوكطاش يربط بين حدث من السيرة النبويّة و بين ما يحدث اليوم:

في مكة، وفي الأيام التي وصل فيها تمرد مشركي قريش في ذروته. كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أتى إلى الكعبة وبدأ يصلي. وفي تلك اللحظة، كان أشد رجال قريش عنفًا موجودين هناك، ولم يتحملوا رؤية صلاته. وعزموا على القيام بشيء ما. كان في ذلك اليوم إبلاً قد ماتت في مكان قريب، فأمر أبو جهل عقبة بن أبي معيط، أن يأتي بأمعاء الإبل وأحشائها المليئة بالنجاسات. وعندما سجد النبي صلى الله عليه وسلم، وضع هذه النجاسات بين كتفيه. فأطال عليه الصلاة و السّلام سجوده، ولم يقم، وربما لم يكن قادرًا على القيام. بينما كان الكفار يضحكون ويهزأون به.

رواية هذا الحدث جاءت على لسان عبد الله بن مسعود، وهوالمسلم الضعيف والفقير الذي كان يُعرف بـ "ابن الجارية" في مكة، لم يكن قادراً على فعل أي شيء أو حتى قول كلمة. فأرسلوا إلى فاطمة رضي الله عنها، فجاءت وأزالت النجاسات عن كتف والدها وهي تشتمهم و تسبّهم.

وبعد أن أنهى النبي صلاته اتّجه نحو الكعبة وفتح يديه وقال ثلاث مرات:

"اللهم عليك بقريش!"

"اللهم عيك بهذا الملأ من قريش!

اللهم عليك بعمرو بن هشام (أبو جهل)!

اللهم عليك بعتبة بن ربيعة!

اللهم عليك بشيبة بن ربيعة!

اللهم عليك بأمية بن خلف!

اللهم عليك بعقبة بن أبي معيط!

اللهم عليك بالوليد بن عتبة!

اللهم عليك بعمارة بن وليد!"

يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "بعد هذه الدعوات، توقفت ضحكات الكفار فجأة، وامتلأوا بالخوف، لأنهم كانوا يعتقدون أن الدعاء في هذا المقام قد يُستجاب."

"والله، بعد بضع سنوات من ذلك، حدثت الهجرة ثم معركة بدر، وقد قُتل هؤلاء السبعة الذين تم ذكرهم، وسُحبت جثثهم التي كانت متحلّلة ومتعفنة بسبب حرارة الجو. فأُلقيت في بئر بدر ". (م. عاصم كوكسال)

لا أدري، هل وضعنا اليوم مشابه لوضع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؟

ولكن على الأقل، نحن أيضًا لنرفع أيدينا اليوم مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولندعو:

"اللهم عليك بالقاتل المتوحش نتنياهو الذي قتل آلاف الأطفال والبريئين!

اللهم عليك بكفّار أمريكا الذي دعوا هذا الوحش إلى مجلسهم وصفّقوا له سبعين مرة، وقدّموا له كل أنواع الدعم العسكري!

"اللهم عليك بهؤلاء الظالمين الذين يملؤون بحار الأمة ومحيطاتها بحاملات الطائرات والغواصات النووية!

ليس لنا سواك، أنت مولانا، فانصرنا على القوم الكافرين، يا الله!(İLKHA)