كتبت الأستاذة بيلدانه قورتاران في ضوء آخر الأحداث:

لا شك أن العرض غير الأخلاقي في افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس والاغتيال الذي وقع في طهران ضد الشهيد إسماعيل هنية قد تمّا بنفس الأيدي.

من هي تلك الأيدي؟

إنها أيدي الفساد التي وصفها ربنا في وحيه العزيز والتي لا يحبها:

"وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ" (البقرة، 205)

إنها قوى الشر العالمية، أعداء الإنسانية، عصابات الفساد...

لقد أعلنوا حرباً من كلّ الجهات على الإنسانية وعلى كل القيم التي تعتبرها الإنسانية مقدسة.

ولا يترددون في استخدام أي نوع من الأسلحة والوسائل...

نحن في زمن تتساقط فيه المصائب والاختبارات على البشرمثل المطر...

ويبدو أن هذا المطر سيتحول إلى عواصف أكثر شدة.

ورغم أن بعض الناس قد يصنِّفون هذا الكلام أنه تابع لنظرية المؤامرة، ويضحكون عليه ويغمسون رؤوسهم في الرمال، إلّا أنّ ما نعيشه الآن هو مجرد مقدمة لما سيأتي.

فكثير من الأمور التي ضحكنا عليها قبل خمس أو عشر سنوات وقلنا إنها لا يمكن أن تحدث، شهدنا وقوعها بعيوننا وبأسف كبير...

وبغض النظر عن كل هذا، فإن الشيء الرئيسي هو؛ ماذا سنفعل كمؤمنين بالله واليوم الآخر تجاه هذه الحرب؟

بالتأكيد، ما علينا هو أن نعيش كالمؤمنين الذين يلتزمون بعهودهم، ويعيشون بأمانة، ويَثبُتون حتى آخر نفس، حتى وإن كان نهايته الشهادة.

مثل إسماعيل هنية الذي قدم نموذجاً كاملاً ليس فقط في نضاله، بل أيضاً في أخلاقه وعبادته وصبره وتوكله.

"مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" (أحزاب، 23)

 وبالمناسبة، لنذكر بعض صفات المؤمنين المذكورة في القرآن بقدر ما يسمح لنا المكان

على أمل أن نكون من بينهم وندعو الله بذلك...