كتب الأستاذ سعدالله أيدين في قضيّة الشعب الكردي:

لقد جعلت أحزاب الـ PKK وDEM  وتوابعها السياسية ومنظمات المجتمع المدني المزيفة حياة الشعب الكردي جحيماً على مدى أربعين عاماً. لقد دمرت دنياهم ودمرت آخرتهم أيضاً. أرسلوا آلاف الشباب إلى الموت، وتسببوا في حرق وتدمير المدن الكردية، وفي تأخّرها وتخلفها. لقد استخدموا القوة العسكرية والسياسية التي حصلوا عليها دائماً ضد مصلحة الشعب الكردي. لم يقدموا للشعب الكردي سوى الفوضى والدماء والدموع. لقد استغلوا طاقة الشعب الكردي لتحقيق رغبات قوى وأطراف أخرى.

على مدار هذه الأربعين سنة، لم يكن لديهم أي جهد ملحوظ في تطوير اللغة الكردية، أو إحياء الثقافة الكردية، أو تنمية المدن الكردية. لقد خدعوا الشباب الكردي بشعارات براقة وسياسات مضللة، قائلين لهم عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وادّعوا أن ها نضال من أجل استقلال الأكراد، بينما كانوا في الواقع خدّاماً للآخرين.

لقد دمروا كل قيمة كردية باسم الكردية. لقد دمروا حياة الأكراد باسم الكردية. لم يتركوا في الأكراد ديناً أو شرفاً. لقد حاربوا كل قيمة جعلت الأكراد عرقاً شريفاً ومُشرّفاً عبر التاريخ، والتي منحتهم الشجاعة والبطولة. لقد أهدروا كل طاقاتهم ومواردهم في إفساد المدن الكردية، ونشر الانحراف، وتطبيع المخدرات والكحول في أذهان الشباب الكردي. جعلوا اسم الكرد، الذي كان مرتبطًا بالمحافظة والأخلاق والشرف، يرتبط الآن بالشذوذ الجنسي. وبدلاً من استخدام موارد البلديات التي يديرونها في تنمية الشعب الكردي والمدن الكردية، حشدوا تلك الموارد لمشاريع الإفساد التي تم ذكرها أعلاه.

يتعرض حزب الهدى، المنبثق من الشعب الكردي والذي يهدف إلى تحقيق رفاهية هذا الشعب وتنميته وحصوله على حياة إنسانية، للهجوم من قبل هؤلاء بسبب موقفه الرافض لهذه الخيانة وأعمال الفساد، ولمحاولاته توعية وتنبيه الشباب الكردي. ورغم أن حزب الهدى يقوم بذلك بالكلمة فقط، فإنه يواجه أكاذيب وافتراءات وتشهير لا يتخيله العقل من قبل هذه الأوساط.

لقد أصبحت حقيقةَ أن سبب وجود الـ PKK وتوابعها ليس هو تحقيق حياة إنسانية للشعب الكردي، وأن مستقبل الأكراد والمدن الكردية لا يعنيهم، أمراً لا يُمكن إخفاؤه بعد الآن. إن ولائهم للنظام الصهيوني، وتبجيلهم له، ومعاداتهم لقضية فلسطين، وحملاتهم التشهيرية والاعتداءات ضد الأكراد المسلمين، قد كشفوا عن من يخدمون ومن يقف خلفهم.

وعلى الرغم من أن الشعب الكردي المسلم والشباب الكردي المسلم يتعرضون لهجومهم منذ أربعين عامًا ويتعرضون لجميع أنواع الهجمات والافتراء والإعدام، إلا أنهم لم يخافوا أبدًا، ولم يتراجعوا أبدًا، ولم يتنازلوا أبدًا عن دينهم وحياتهم الإسلامية، ولم يوافقوا على ترك الشعب الكردي المضطهد تحت رحمة هؤلاء الخدم الغربيين. ولن يفعلوا ذلك أيضاً.

يجب على هؤلاء أن يتوقفوا عن عدائهم للشعب الكردي، وأن يفهموا أن الأكراد المتدينين لن ينصاعوا أبداً للخيانة وأعمال الفساد، وسينادون بالحقيقة مهما كلف الأمر. يكفي من الأذى الذي ألحقتموه بهذا الشعب الطيب الذي يتوق إلى الحرية والطمأنينة والأخوة والحياة الإنسانية والإسلامية والتوزيع العادل. اتركوا هذا الشعب البريء وشأنه.(İLKHA)