تحدّث الأستاذ حسن ساباز عن حادثة قصف الجولان فكتب:
وتستمر الإبادة الجماعية ضد غزة دون انقطاع.
هناك مشاكل في إدخال المواد الغذائية، ولا خطوات إيجابية في مفاوضات تبادل الأسرى، المستشفيات تُستهدف بشكل مستمر، وأسرى فلسطينيون يُعدمون في السجون.
ولكن فجأة، وتحت تأثير وسائل الإعلام الإمبريالية العالمية، تتغير الأجندة ويظهر الهجوم في منطقة الجولان المحتل على الواجهة.
ويُزعم أن قوات حزب الله في لبنان، التي قصفت أهدافاً عسكرية لنظام الاحتلال حتى الآن، قد استهدفت هذه المرة منطقة مدنية في الجولان.
قُتلَ مدنيون في الهجوم. لكن لا يوجد يهود من بينهم!
أثناء حدث رياضي، أصاب صاروخ منطقة الجولان المحتلة، وقَتل عدد من الدروز، الذين تربطهم علاقات جيدة مع نظام الاحتلال.
حزب الله يقول "لم نفعل ذلك" وليس من المنطقي بالنسبة لهم أن يفعلوا ذلك.
فمن المعروف أن النظام الإرهابي الصهيوني يعد لعملية ضد لبنان منذ فترة طويلة.
والإرهابيون، الذين يدركون حجم الغضب الذي أحدثته صور "الإبادة الجماعية" التي بُثت على الهواء مباشرة في غزة، يريدون خلق سبب لارتكاب المجزرة نفسها ضد لبنان.
في الواقع، لدى الشعب اللبناني والدولة اللبنانية أسباب في القانون الدولي لاتخاذ إجراءات ضد النظام الإرهابي. بما أن بعض الأراضي اللبنانية لا تزال تحت احتلال النظام الإرهابي الصهيوني، فمن حق اللبنانيين أن يهاجموا لإنهاء الاحتلال.
وبالإضافة إلى ذلك، نفّذ نظام الاحتلال مئات الهجمات الإرهابية والاغتيالات ضد لبنان خلال السنوات الأربعين الماضية.
نعم، من حق لبنان أن يتحرك ضد الإرهابي المحتل، وهذا الحق يُمارس أحياناً؛ لكن الهجوم على الجولان مسألة مختلفة.
هناك سيناريو قذر مُخطط ومُنظّم للغاية.
لماذا تم اختيار منطقة لا يوجد فيها يهود كهدف للهجوم على الأراضي المحتلة؟
لماذا احتج الدروز وطردوا المسؤولين الصهاينة الذين حضروا الجنازة؟
وعلى الرغم من وجود عدد كبير من الدروز في جيش الاحتلال ومخابراته، إلا أن الدروز ليسوا بأهمية الفلاشا. وخاصة بعد قانون" الدولة القومية اليهودية"، الذي قبِل اليهود قانونيًا باعتبارهم "عرقًا متفوقًا"، فظهرت اعتراضات من الدروز.
والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو الموقف الأمريكي..
وعندما قامت العصابة الإرهابية الصهيونية بتفجير المستشفى الأهلي المعمداني وقتلت بوحشية أكثر من 500 شخص، لم يكن هناك رد فعل جدي من أمريكا ولا الدول الأوروبية. حتى أن بعض قرود الإعلام الأميركي والأوروبي زعموا أن الهجوم من تنفيذ حماس، ليظهر للجميع أنهم ليس لديهم أي قيم إنسانية أو أخلاقية.
لكن بينما لم يكن هناك أي شيء بشأن الهجوم على الجولان، سارعت أمريكا على الفور إلى إعلان الجاني.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون: “هذا الهجوم نفذه اللبنانيون (حزب الله). وأضافت "إنه الصاروخ أُطلق من منطقة يسيطرون عليها".
هذا يُظهر أن نظام الاحتلال لديه خطة لتوسيع الحرب، وأن أمريكا جزء من هذه الخطة.
تم استخدام الدروز في الأراضي المحتلة، وهم مجموعة غير يهودية ولكنها تخدم اليهود، كطعم لتحقيق إبادة الوحشية ضد لبنان أيضاً كما حدث في غزة. يبدو أن بعض الدروز في الأراضي المحتلة بدأوا يدركون ذلك، وإذا استمرت هذه العملية، فقد تظهر انشقاقات داخل الجيش الصهيوني.(İLKHA)