تحدّث الأستاذ ناشد توتار في مقالته عن مسألة التعري المنتشرة في أيامنا هذه فقال:

 إن جميع الديانات السماوية تؤكد على العفة والحياء على مستوى الفرد، وذلك لمنع المجتمعات من الانهيار الأخلاقي. إن العفة والحياء بمثابة ضمان للسلامة الأخلاقية للمجتمعات. على العكس من ذلك، فإن الفجور والوقاحة هما السببان الرئيسيان اللذان يؤديان إلى الكوارث. ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم؛ "ِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ" (البخاري، أدب، 78). لأن الذي لا يخجل لا يحمل أي مسؤولية أخلاقية، فلا قاعدة ولا مبدأ ولا تحريم ولا عائق يمنعه.

في الوقت الحاضر، نرى الفجور والوقاحة بشكل أساسي في اللباس والزي. بدأ التعري منذ فترة طويلة في العالم الغربي، وبدأ يدخل عالم الإسلام منذ أواخر العهد العثماني. بعد سقوط الدولة العثمانية، انتقلت الحكومة الجمهورية إلى تعري الناس بالكامل. أدت الفنون في عهد الجمهورية إلى تشجيع الفجور وانتشار الفجور واستهداف مشاعر العفة والحياء في المجتمع. لأنه كلما أصبح المجتمع أكثر فساداً أخلاقياً، أصبح من الأسهل تغييره. وعلى الرغم من أن كل هذه الجهود لاقت مقاومة من المجتمع، إلا أنها لاقت قبولًا خاصة بين المجتمع الراقي في إسطنبول وطلاب الجامعات الشباب.

مع انتهاء الربع الأول من العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أصبح العري تقريبًا أسلوب حياة ووصل إلى مستوى يجعل حتى النساء العاريات غير مرتاحات. فبينما قبل بضع سنوات، كانت اثنتين إلى ثلاث من كل عشر نساء تخرج على الأكثر بملابس يمكن وصفها بأنها عارية، الآن، لسوء الحظ، تظهر سبع إلى ثمانية من كل عشر نساء بهذه الطريقة في الشوارع والحدائق العامة وفي الأماكن العامة. مركبات النقل وفي كل مكان في الحياة الاجتماعية. علاوة على ذلك، فإن العري اليوم وصل إلى مستوى يجعل العري الذي كان قبل بضع سنوات يبدو رحيماً. لدرجة أن كل جانب من جوانب الحياة الاجتماعية يعج بالنساء اللواتي يرتدين ملابس لا يمكن ارتدائها إلا في غرفة النوم مع أزواجهن. فبالتالي يمكننا اعتبار هذا الأمر بأنه هجوم إرهابي مخطط له على الأخلاق العامة والحساسيات الدينية والعادات والتقاليد في المجتمع. ولأن العري ليس خياراً عفوياً، فهو تنفيذ مشاريع تهدف إلى تدمير المجتمعات الإسلامية أخلاقياً وإبعادها عن روح المقاومة التي من شأنها أن تعارض الحضارة الغربية.

الموضة، وسائل التواصل الاجتماعي، السينما، المسلسلات التلفزيونية، القنوات الرقمية، إلخ. جميعها تعمل على خدمة هذا المشروع. ولذلك، فإن هذا هجوم إرهابي له عواقب مدمرة أكثر بكثير من الهجمات الإرهابية المسلحة، كما أنه يدمر الديناميكيات التي تبقي المجتمع على قيد الحياة. ويجب على أجهزة الدولة ومديرية الشؤون الدينية والطوائف الدينية والمنظمات المخاطبة للجماهير أن تعمل بكل قوتها للقضاء على هذا الاعتداء. وإلا بعد بضع سنوات، فإن مفاهيم مثل العفة والحياء والطهارة والشرف والعفة والحشمة إما أن تفقد معناها أو تُنسى في المجتمع وليس في فئة عمرية معينة. فبدلاً من الزواج الحلال، ستزداد العلاقات غير الشرعية دون زواج، وستواجه مؤسسة الأسرة خطر الانقراض، وسيحدث انفجار في عدد الأطفال الذين هم من ذرية الزنا.

ويجب ألّا ننسى أن الشيطان هو الذي أوجد التعري لأول مرة للبشرية. و بالتالي فإن كل من يشجع على التعري، ويروّج له ويحبذه، وينشر دعايته، ويظهرعاريًا بين النّاس، فإما أنه من شياطين الإنس أو أنه صديق للشيطان. وقد أنذر الله تعالى البشرية من إرهاب التعرية الذي يمارسه الشيطان، حيث قال:

" يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ لَا يَفۡتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ كَمَآ أَخۡرَجَ أَبَوَيۡكُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ يَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوۡءَٰتِهِمَآۚ إِنَّهُۥ يَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِيلُهُۥ مِنۡ حَيۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ إِنَّا جَعَلۡنَا ٱلشَّيَٰطِينَ أَوۡلِيَآءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ " (الأعراف: 27)(İLKHA)