تحدث الأستاذ رياض مكاييف عن واجب المسلمين تجاه غزة بعد 10 أشهر على الحرب:
نحن نعيش في زمن يتم فيه عرض كل شيء لدينا بشكل علني. نحن نعرف ما نفعله وما لا نفعله. لا يقتصر الأمر على معرفتنا فقط، بل يعرف العالم بأسره الآن ماذا يفعل كل منا، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي. الآن يعرف الجميع من يفعل ماذا ويراقب ذلك... حتى رجال الدول يُظهرون كل خطوة يقومون بها أمام الكاميرات قبل أن يتحركوا.
تخيلوا... يمكننا رؤية محاولة اغتيال دونالد ترامب في الولايات المتحدة مباشرةً... نعم، بالضبط هذا ما أتحدث عنه!
يمكننا متابعة حرب غزة مباشرةً كما لو كانت فيلم حركي... نعم، هذا هو ما أشير إليه، لقد مضت عشرة أشهر كاملة منذ بداية حرب غزة في 7 يوليو. لا أعرف الأرقام الحالية بالضبط، ولكن منذ عام 1948 (داخل فلسطين وخارجها) قتل حوالي 134 ألف فلسطيني وعربي. منذ 7 أكتوبر فقط، قتل في غزة على الأقل 14,944 طفلاً و9,849 امرأة من بين 35,034 فلسطينياً تم قتلهم، ومعظمهم من النساء والأطفال، ولا يزال من المستحيل الوصول إلى جثث حوالي 7,000 شخص. هذه هي الأرقام الرسمية، ومن المؤكد أن هناك مزيداً من القتلى
نعم هذه حرب... لكنها حرب ليست مثل حرب الاستقلال العثمانية التي نتحدث عنها دائما بكل فخر... هذه حرب أصعب... هذه حرب تخلت فيها الأمة الإسلامية عن عزها تخلت عن مكانتها، المسلمون لا يهتمون، الشباب غير مهتمين، والسياسيون يستخدمونها للدعاية... حرب الاستقلال هي حرب جاء فيها كل المسلمين من كل أنحاء العالم لمساعدتنا... لكن لا أحد يذهب إلى حرب غزة... ولن يذهبوا، لا يستطيعون... لأنهم جردونا من وحدتنا، إنسانيتنا، أخلاقنا، ديننا، تعاطفنا، شجاعتنا... نحن أصبحنا أمة تتغذى على العشب وتهتدي بالتيك توك... تركنا القمة وسعينا وراء متاع الدنيا فلم نجدها، غرقنا حتى أعناقنا في الديون... استسلمنا للعالم الافتراضي الذي صمموه ووضعوه أمامنا... وهذا ليس خطأنا على أية حال! أقنعونا طوال هذه السنوات، أنهم يأخذوننا إلى الإسلام،... باختصار، ما أريد قوله هو، دعوني أقولها دون لفّ أو دوران... أريد أن نفهم هذا: الأمة تقف ضد رجل يحرق مصحف يُباع بـ 200 ليرة في السوق، وفي نفس الوقت لا تنتفض ضد الذين يقتلون الذين يؤمنون ويحفظون هذا الكتاب ليلاً ونهارًا؟ هل تعرف كم عدد الآيات في هذا الكتاب التي تأمر بمقاومة الظلم؟ قام المسلمون في شوارع كيب تاون في جنوب إفريقيا خلال حرب غزة، لكن ماذا حدث؟ ومسيرات الشوارع في إسطنبول من أجل غزة نفس الشيء... لقد مر علينا عشرة أشهر وما لدينا سوى الصفر الكبير! لا أقلل من أهمية مسيراتنا، ولا أقول إننا لا ننبغي أن نفعل هذا... أريد فقط النتائج، أريد أن لا تكون كل جهودنا مضيعة للوقت... لا تقولوا لي إننا لا نملك شيئاً... إننا نخرج بالبنادق على إخواننا من أجل قطعة أرض أو حقل بندق، ولكن من أجل غزة... نترك الكولا!؟
نحن نعرف الحديث عن مقاطعة البضائع الإسرائيلية، والمسيرات في الشوارع، والمساعدات الإنسانية لغزة، اجتماعات الأمم المتحدة، وقمة الناتو، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي وكل الاجتماعات، ولكن لماذا لا نرسل مقاتلين إلى هناك؟ إلى غزة؟ عشرات الآلاف من اليهود من جميع أنحاء العالم وحتى من تركيا ذهبوا إلى إسرائيل للقتال في غزة... لماذا لا يستطيع أحد من الأمة الإسلامية الذهاب إلى غزة؟ لا يحدث ذلك أبدًا ولكن؛ ألا يمكننا إنشاء صورة حتى لو لم نرسلها؟ فلنفتح مراكز تجنيد المجاهدين في غزة! لا، لا نستطيع... إذا مُنع "النقاب" في فرنسا، فسوف يثور المسلمون عليه، أو يحولون الشوارع إلى نار، أو إذا ارتفع سعر الوقود! لكننا نشاهدهم يقتلون النساء اللاتي يرتدين النقاب في غزة كل ما نفعله أننا نشارك العلم الفلسطيني على وسائل التواصل الاجتماعي! تحية لغزة، واصل المقاومة!(İLKHA)