كتب الأستاذ على كونل في أهمية عدم التقليل من اي جهد حتى لو كان متواضعاً:

عندما يتعلق الأمر بغزة، يبدو أن المياه المتدفقة تتوقف في زاوية من قلوبنا الجريحة. يحاول كبار السن والشباب من جميع مجالات الحياة المتحمسين لقضيّة غزة إظهار رد فعلهم من خلال القيام بجهدٍ ما إمّا بالفعل أو بالقول. ليس المهم كمية أو نوعية هذه الجهود، سواء كانت كثيرة أو قليلة، ولكن المهم كيف يتم تقديمها. فطالما أن هناك رد فعل، يعني أن هناك حياة وحيوية ورفض؛ باختصار، هذا يعني أن الإنسانية لم تمت. ولا ينبغي أن ينصبّ تركيزنا على رؤية القليل على أنه قليل أو الكثير على أنه كثير، بل يجب أن نبذل جهدنا لنجني القليل من القليل والكثير من الكثير.

رأيت مظاهرة فردية أمام شركة توفر الطاقة لإسرائيل المحتلة. لقد كان رجلاً واحداً. وبغض النظر عن الصعوبات والفقر والضغوط البيئية، فقد واصل احتجاجه على الإبادة الجماعية بشجاعة وتصميم يغليان وكأن هناك حفلة شواء في أعماق قلبه. تمامًا مثل قصة الرجل الذي احتج على حرب فيتنام:

فخلال حرب فيتنام، كان رجل يحتج أمام البيت الأبيض بإشعال شمعة واحدة كل ليلة.

سأله أحد الصحفيين ذات ليلة:

"سيدي، هل تعتقد حقًا أن احتجاجك البسيط هذا يمكن أن يغير أي شيء؟" .

أجاب الرجل:


"أنا لا آتي إلى هنا لتغييرهم. أنا أتيت إلى هنا حتى لا يتمكنوا من تغييري. سأستمر في معرفة الحقيقة وقولها حتى لا أكون جزءًا من هذه الوحشية من خلال الوقوف متفرجًا. سأفعل ذلك كل يوم. لمقاومة هذا العالم القاسي الذي يحاول تمزيق ضميري وعاطفتي".

التجربة ليست دين، التجربة هي قيمة عالمية والتراث المشترك للبشرية. هذا التراث ذو قيمة أرشيفية عالية مسجلة للاستخدام كحقائق عالمية، مثل قول "الساكت عن الحقّ؛ شيطان أخرس "، مثل هذه الحقائق، الأقوال، والأفعال التي نعيشها تعتبر ذات أهميّة كبيرة في هذا العصر.

إن الإبادة الجماعية في غزة هي وصمة عار على جبين الإنسانية. فالصهاينة الذين لازالوا يقتلون الناس بلا ضمير منذ نصف قرن بدعوى أنهم تعرضوا للإبادة الجماعية، ظهروا على أنهم أكبر مرتكبين للإبادة الجماعية والمجازر. و الشيء الوحيد الذي يثير الدهشة هو الصمت الرهيب للبشرية...

وهكذا رأينا أن الدول لا تتمتع بالحريّة في مواجهة هذا الشر. معظم الدول والقادة ليسوا مستقلين سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً... لقد علمنا مؤخراً أن غزة هي المكان الوحيد الذي يعيش فيه أكثر الناس والقادة والنساء والأطفال حرية وشجاعة في هذا العالم المثير للشفقة فالأحرار فيه عبيد.

لذلك دعونا لا نقول أن الربيع لا يمكن أن يتحقق إلّا بتفتّح جميع الورود. لأنّ كل وردة هي نذير لقدوم الربيع. أتمنى أن تكون أيامنا  مليئة بالربيع...(İLKHA)