كتب الأستاذ محمد أوزجان عن مقتل الرئيس الإيراني و بعض الاحتمالات الواردة حول هذاالحادث:
بداية، رحم الله الذين فقدوا أرواحهم مع رئيس جمهورية إيران الإسلامية إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية الأمير عبد اللهيان، و تعازينا للشعب الإيراني..
أُعلن الحادث للعالم من خلال الأنباء يوم الأحد على أن المروحيّة التي كان على متنها رئيس الجمهورية تحطمت بسبب الظروف الجوية القاسية، تلا ذلك أخبار ومشاهد تؤكد سقوط المروحيّة ووفاة من كان على متنها. كان رئيسي والوفد المرافق يعودون من افتتاح سدود كيزكالا وهدافرين المشتركة مع أذربيجان. قاموا بقطع الشريط برفقة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، بأجواء وديّة و دافئة.
على ما يبدو، يظهر الحادث على أنه حادث مأساوي. ومع ذلك، عندما يكون البلد إيران وخصوصًا عندما يكون رئيس البلاد قد فقد حياته، فإن تفسير الحادث كحادث عادي لا يبدو منطقيًا. لأن إيران هي بلد يتعرض منذ سنوات للتآمر من قبل عملاء الموساد ووكلاءه المحليين الذين يسعون لزعزعة الاستقرار.
هناك العديد من الأسئلة والملاحظات التي لم يتم الرد عليها بعد، سأذكر بعضها:
- يُذكر أنه كانت هناك طائرتان مروحيتان ترافقان الطائرة المروحية التي صعد عليها الرئيس والوفد المرافق له بعد الافتتاح. لماذا انفصلت هذه المروحيات عن المروحية التي تقل الرئيس؟
- هل عدم القدرة على العثور على مكان تحطم الطائرة عبر الإشارات رغم مرور 15-20 ساعة على الحادثة هو نتيجة عدم الكفاءة أو الإهمال؟
- من المعلوم أن إسرائيل الصهيونية لها تأثير خطير جداً على الإدارة الأذربيجانية، وقد أثار التقارب بين إيران وأذربيجان قلقًا خطيرًا لدى الشتات اليهودي في أذربيجان. ألا يمكن أن يكون القلق من أن يؤدي الاتحاد بين أذربيجان وإيران إلى تعريض مصالح إسرائيل للخطر، هو ما دفع الموساد أو عملاءه المحليين إلى تنظيم عملية اغتيال مقنعة في شكل حادث؟
- بعد الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق ومحاولة اغتيال جنرالين إيرانيين، قامت إيران بشن هجوم محدود على إسرائيل باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة. هل كان اغتيال رئيس الجمهورية ردًا على هذه الهجمات ؟
- إيران، التي لا تخفي دعمها لحركة حماس بالأسلحة واللوجستيات، هل يمكن أن يكون الهجوم على رئيس الجمهورية رسالة لإيران لقطع دعمها لحماس؟
- إن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل الصهيونية في غزة لم تدفع 57 دولة إسلامية إلى شن عملية عسكرية حتى الآن. إلا أن مقاومة مجاهدي القسام المشرفة وثقة أهل غزة بالله، جعلت شعوب العالم تثور، وخاصة شعوب أوروبا وأمريكا، ضد القوى الاستعمارية الصهيونية. ألم يكن باستطاعة العقل الأمريكي الصهيوني أن ينظم مثل هذا الاغتيال لمعاقبة إيران على تقديم الدعم العسكري لغزة ولإزالة غزة من أجندة شعوب العالم؟
- بخصوص الحظر الاقتصادي، كانت الطائرة المروحيّة بيل 212 التي كان على متنها الرئيس مُصنعة في الولايات المتحدة الأمريكية ولم تباع لإيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979. إذا كان المروحية التي كانت تقل الرئيس قد سقطت بسبب حادث وليس اغتيال، فهذا يعكس نتيجة الحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة وأوروبا على إيران منذ 44 عامًا، وهو لا يقل خطورة عن الاغتيال.
- ألا يمكن أن يكونو قد أردوا بإسقاط المروحية التي كان على متنها رئيس دولة تدعم غزة ضمان ترهيب الدول الإسلامية المحيطة، وخاصة تركيا، التي قد تبادر إلى عملية عسكرية بشأن غزة، فلا الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي في ذروة قوتهما العسكرية السابقة، والدول الإسلامية، وخاصة تركيا، في موقف ضعيف، لكن الناس استيقظوا الآن وتغير الوضع.(İLKHA)