تحدّث الأستاذ محمد شنليك عن المعجزات التي تُعين المجاهدين في معاركهم ضد جنود الصهاينة:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ". (محمد: 7)
تُبرز هذه الآية مبدأ ً أساسياً، ففي وقت نزولها كانت تطمئن الصحابة، بينما اليوم تطمئن المجاهدين في غزة، الذين تنطبق عليهم الصفات المذكورة في الآية، فتماماً كما نصر الله نبيه في بدر وحُنين، ينصر الله اليوم المجاهدين في غزة نصراً جليّاً، حيث يتجلى هذا النصر من خلال عدة مواقف مثل:
أولاً؛ إنهم يقاومون جيشًا يمتلك أحدث التقنيات في العالم، باستخدام بعض الأدوات البسيطة من صنعهم، ومن الواضح أن استقرار المجاهدين تحت الأرض من خلال حفر الأنفاق وصنع وتخزين أسلحتهم هناك كان إلهاماً إلهياً، فالله هو الذي يلهم عباده ما يجب عليهم فعله في مثل هذه المواقف: ""وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ». (العنكبوت: 69)
ثانياً، هو رؤيتهم للملائكة تحارب إلى جانبهم على أرض المعركة، في الآونة الأخيرة، حيث أكد خالد مشعل، المسؤول عن شؤون حماس الخارجية: "نطلق رصاصتين، ولكن نرى عشرة قتلى من الأعداء. هذا يُظهر لنا أن الملائكة تقاتل إلى جانبنا" والله يقول لنبيه " وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ". (الأنفال: 17)
ثالثاً؛ إنه الله الذي يرسل جيوش النحل ضد الصهاينة، ومؤخراً حاول الصهاينة الدخول إلى أخطر منطقة في مدينة رفح لتنفيذ مجزرة فظيعة، لكن الله تعالى أخرج أمامهم مجموعة من النحل، وقام هؤلاء النحل بلدغ وجوه الجنود الصهاينة وأعينهم فانتفخت، ولم يعطوهم فرصة للدخول إلى هناك، وما هذا إلا مددٌ غيبي يرسله الله لعون عباده الصالحين، و نرى شيئاً مشابهاً لذلك في تاريخ الجهاد في الإسلام، ففي معركة أحد، عندما حاول الكفار تشويه جثة عاصم بن ثابت (رضي الله عنه)، أرسل الله مجموعة من النحل تشبه السحابة لحماية جسده، وقبل أن يصبح شهيدًا، كان عاصم يدعو: "اللهم إني أحمي لدينك وـدفع عنه فاحمي لحمي وعظمي لا تُظفر بهما أحدًا من أعداء الله، اللهم إني حميت دينك أول النهار فاحمي جسدي أخره" لذلك، أرسل الله سربًا من النحل، منع الكفار من الاقتراب منه، وعندما غابت الشمس، كان ينتظرون حتى يرحل النحل لإجراء محاولة أخرى، ولكن بدأت الأمطار الغزيرة و أخذت السيول جثته المباركة بعيدًا، منعًا لهم من الوصول إليها.
في الواقع، في غزة، حدثت العديد من المعجزات مثل هذه و لا زالت تحدث، فالذين لديهم إيمانٌ كافي يفهمون ويؤمنون بها، أما الذين ليس لديهم بُعدُ نظر، فلا يفهمون شيئاً! كما قال السيد قطب: "لم ينتهِ عصر المعجزات، في الواقع، كل يوم، تحدث معجزات لا تُعدّ ولا تُحصى أمام أعيننا، ولكننا لا نفهمها."
نسأل الله أن يمنحنا القدرة على رؤية الحقيقة وفهمها بقلوبنا وعقولنا. وأن يرسل قوة جديدة من عنده تسحق عصابة الصهاينة بمعجزات جديدة، تاركةً أطفالهم أيتاماً، وقصورهم فارغة، وممتلكاتهم غنائم للمسلمين، وأن يحقق النصر لغزة عاجلاً غير آجل حتى يعيش هؤلاء المظلومين بسلام، وأن تكون هذه القوّة سبباً في إيقاظ الإنسانية والأمة الإسلامية بشكلٍ خاص.(İLKHA)