بدأت مجموعة من طلاب جامعة ساو باولو الفيدرالية، مساء الثلاثاء، اعتصاماً مفتوحاً داخل الجامعة، دعماً لفلسطين ورفضًا للمذبحة التي يواصل جيش الاحتلال ارتكابها ضد المدنيين في قطاع غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 34 ألف شخص منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقد جاء الاعتصام بمبادرة من اتحادات طلابية مختلفة داخل الجامعة، وبتنظيم من اللجنة الطلابية للتضامن مع الشعب الفلسطيني (ESPP-USP)، وأقيم معسكر التضامن في ساحة مقر قسم التاريخ والجغرافيا لكلية الفلسفة والآداب والعلوم الإنسانية وسط الجامعة، فيما أكد المعتصمون أن حراكهم يحظى بدعم أعضاء هيئة التدريس والموظفين داخل الجامعة.
وبحسب إحدى المشاركات عن اللجنة الطلابية بحزب العمال البرازيلي، "لآنا لويزا تيبيريو"، فإن المخيم سيشتمل على العديد من الأنشطة والفعاليات وهي أساسية بالنسبة لنا للتواصل مع النضالات الدولية وإظهار الدعم للقضية الفلسطينية.
أما الطالب بكلية الحقوق، "جواو فيتور شنايدر دا كونسيساو"، فقال: "إنه من الضروري الوقوف دفاعًا عن الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح السجناء السياسيين الفلسطينيين (العديد منهم أطفال) والقطع الفوري للعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والأكاديمية مع نظام الفصل العنصري. والتطهير العرقي لإسرائيل".
وأضاف في تصريحات صحفية: "إنه من واجب جامعة ساو باولو أن تحذو جميع معاهدها ووحداتها وكذلك جميع الجامعات البرازيلية، بما يحدث من حراك طلابي داخل الجامعات الأمريكية وفي جميع أنحاء العالم"، مضيفاً: "نحن بحاجة أن نبني حملة تعبئة قوية من أجل الإلغاء الفوري لجميع الاتفاقيات الأكاديمية والعلمية وأي تعاون مع دولة إسرائيل، الصهيونية والعنصرية ودولة الإبادة الجماعية".
ويطالب الطلبة المعتصمون الجامعات البرازيلية والحكومة نفسها، بقطع العلاقات مع إسرائيل.
وبحسب عريضة للطلبة، فإن هذا الإجراء يعني أن يتم إلغاء الاتفاقيات الأكاديمية الحالية وأي علاقات بإسرائيل فوراً ودون تأخير.
كما طالبت العريضة، بأن يتم رفع جميع الإجراءات الإدارية التي اتخذت ضد الطلاب الذين أظهروا تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، مضيفة: "إن بعض وسائل الإعلام تحاول مساواة معاداة الصهيونية بمعاداة السامية، واستخدام هذه المصطلحات، كمبرر لاضطهاد حركة التضامن مع فلسطين".
وأكدت العريضة بأنه لن نقبل الترهيب والاضطهاد، ودعت لإسقاط أي قمع.
من جهته قال رئيس الاتحاد الإسرائيلي في ساو باولو ماركوس نوبل: إن حراك الطلاب الذي بدأ في الولايات المتحدة الأمريكية انتهى بالانفصال عن الانحياز السلمي والمطالبة بوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط ليصبح مسرحاً لأعمال العنف ونشر خطاب الكراهية ضد اليهود".
وزعم نوبل، في بيان، أن حراك الطلاب داخل الجامعات حول العالم لم يكتف بذلك فهو يعمل على تمجيد حركة حماس، بحجة الدفاع عن الشعب الفلسطيني.
واعتبر نوبل، أن اعتصام طلبة جامعة ساو باولو (USP) حول الأماكن التي تعتبر بيئات للنقاش والفكر إلى مراكز لنشر الرسائل المعادية للسامية، مضيفاً: "إن هتافات تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، والدفاع عن الجماعات الإرهابية أمثلة على الرسائل التي تقربنا من قصائد البربرية الصرفة". وفق زعمه.
وفي 18 نيسان/ أبريل، بدأ طلاب وأكاديميون رافضون للحرب على غزة، اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك الأمريكية، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل الشرطة واعتقال عشرات المحتجين توسعت حالة الغضب لتمتد إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، شهدت جميعها مظاهرات ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود الكيان الصهيوني بالأسلحة. (İLKHA)