تحدّث الأستاذ محمد كوكطاش منتقداً ردّ فعل مدينة إسطنبول تجاه أحداث غزّة، في ظل التحركات الطّلابية في جامعات أمريكا وأوروبا:

أعلم أنكم جميعًا قلقون من حدوث زلزال، حسنًا، لا قدر الله، زلزال بقوة 7 درجات أو أعلى يعد كارثة كبرى على إسطنبول، وعلى المسؤولين القيام بكل ما عليهم فعله.

لكنني لا أعتقد ذلك على الإطلاق، أعتقد أنه قد تكون هناك كوارث أكبر من الزلزال لإسطنبول؛

إنه خطر أن تفقد "إسطنبول العزيزة" عزّتها وكرامتها.

أولاً، دعونا نرى لماذا أصبحت إسطنبول مدينة "إسطنبول العزيزة"

«مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ» (فاطر 10).

"تُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ" (آل عمران 26)

الله هو العزيز، ورسوله هو العزيز، والمؤمنون هم أولياؤه.

دعونا لا ننسى أن الإسلام هو الذي جعل إسطنبول عزيزة، في الواقع، إن الله هو الذي يجعل أي شيء، أو أي شخص عزيزاً، وهو الذي يُعزّ الإسلام الحنيف.

لقد أخذت هذه المدينة عزّها من الإسلام ، من النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ، من أخباره السارّة ومن أصحابه الكِرام. كما يقول الشاعر:

"كَرّم هذه المدينة أبو أيوب الأنصاري"

ومع الفتح تم صبغها  بصبغة الإسلام وأصبحت العزيزة إسطنبول.

والأهم من ذلك، أن إسطنبول كانت حتى يوم أمس المكان الذي توجهت إليه عيون مسلمي العالم وقلوبهم.

فهل هناك أكبر من هذا الخطر على إسطنبول؟ ... وهذا الخطر بدأ يتجلى.

بادئ ذي بدء، الله العظيم ليس مُضطرّاً لاستخدام أحد، أو أن يولّي أحد، الله جلَّ جلاله غير ملزمٍ أن يُبقي دينه معنا، فهو يمكن أن يعطي وحيه وحضارة الوحي لمن يشاء، وينزعها ممن يشاء.

العزّة ليست ملكيّة مسجلة لإسطنبول، ويمكن أن يسلبها الله منّا متى شاء (لا سمح الله) و يعطيها لأماكن أخرى.

يجب أن يدرك مسلمي إسطنبول أن هذا الخطر أكبر من الزلزال، لا ينبغي أن تكون إسطنبول كما هي الآن، ففي اليوم الذي تقف فيه أماكن مهمة في أمريكا وأوروبا من أجل غزة، في يوم هزت أهم الجامعات في العالم عرش الحكومات بقولها فلسطين حرة!

إسطنبول اليوم لم تعد إسطنبول المقدسة!

وقد ذكرتُ ذلك في حدث الأمس؛ نحن ندعو فرق كرة القدم ومشجعي إسطنبول؛

يا مشجعي غلطة سراي!

يا مشجعي فنربخشه!

يا مشجعي بشيكتاش!

يا ملايين المشجعين لمختلفِ الفرق!

أولئك الذين يهزّون الملاعب بسبب خطأ تحكيمي صغير في المباريات!

تذكروا أنكم "أمة نبي كان إذا رأى ظلماً انتفخ الوريد في جبهته المباركة، وقام من فوره، ولم يجلس حتى يرفع ذلك الظلم".

نتوقع منكم أن تقفوا وتصرخوا بالحقيقة في عالم يُقتل فيه بوحشية عشرات الآلاف من الأطفال وعشرات الآلاف من النساء والأبرياء.

أنتم يا جامعات إسطنبول! وغيرها، فإننا نتطلع إلى رؤيتكم تقفون مثل الجامعات في أمريكا وأوروبا.

يا إسطنبول، لا تنسي أنك "إسطنبول العزيزة"!

مع التحية والسّلام!

(İLKHA)