كَتب الأستاذ "عبد الله أصلان" في مقال له، تحدّث فيه عن التطورات الحاصلة وأثرها على قُربِ تحرير فلسطين:
فلسطين، غزة، القدس، المسجد الأقصى... أماكن مباركة ستنقذ العالم ... هذا المسجد الأقصى مباركٌ حقاً ... ببركته يهتز عرش طغاة العالم!
منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لا تزال الهجمات والظلم والمجازر والإبادة الجماعية مستمرة، لقد أظهَر المتوحشون الصهاينة كل أوراقهم الرّابحة في غزة. لقد وضعوا العديد من الأهداف أمامهم، تحدثوا عن إنهاء حماس، وترحيل سكان غزة إلى سيناء، وإنقاذ الرّهائن، وكانوا قد حدّدوا مدّة زمنيّة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر لتحقيق كل هذه الأهداف. واعتقدوا أنهم سيفعلون ذلك، ومن أجل منع الدول الأخرى من التجرؤ على التدخل، فقد وضعوا أساطيل طائرات الولايات المتحدة وغيرها من البلدان المارقة المتعاونة معهم في المنطقة.
لكن كل ذلك كان وهم، ولم يكن لديهم خيار سوى التوصّل إلى اتفاق مع حماس، وبسبب عصابة صهيونية صغيرة، بدأت عروش المتعاونين معها تهتز.
في العديد من الأماكن، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، بدأ الطّلاب ذوو الضمائر الحيّة يرفعون أصواتهم ضد الظلم، ويدعمهم أساتذة الجامعات أيضاً في بعض الأماكن.
منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، نظّم الطلاب مظاهرات واعتصامات وإضرابات عن الطعام احتجاجاً على الحرب في غزة، وفي الآونة الأخيرة، بدأوا بالتخييم في حرم الجامعات.
الطلاب ذوو الضمائر الحيّة؛ يدعون إلى قطع العلاقات الاقتصاديّة مع الشركات التي لها علاقات مع إسرائيل الصهيونية، ويؤكد الطلاب أن الشركات التي تتعامل مع الكيان الصهيوني متواطئة في الحرب المستمرة في غزة، ويشدّدون على أن الجامعات التي ستتعامل في هذه الشركات متورطة أيضًا في الجريمة.
إن الطلاب الأمريكيين، الذين يعارضون الدعم الاقتصادي للعصابات، وإن كان بشكل غير مباشر، وضعوا في الواقع مثالاً للدول الإسلامية التي تُبقي طرق التجارة مفتوحة مع إسرائيل الإرهابية، ويعلنون بأن أولئك الذين يتعاملون معهم بأي شكل من الأشكال هم شركاء مثلهم.
وفي الوقت نفسه، ظهرت لقطات لنزع حجاب امرأة مسلمة محتجزة بالقوة - كانت قد شاركت في مظاهرة لدعم فلسطين/غزة في الولايات المتحدة - من قبل بلطجية يرتدون سترات فولاذية.
هنا، نرى أن كل الأقنعة الزائفة التي يستخدمها من يُسمَون بالليبرتاريين الذين يتحدثون عن الحرية وحقوق الإنسان قد سقطت مع قضية غزة، يدّعون أنهم يحترمون المرأة وحقوقها؛ ولكن في الواقع هم يخدمون مصالحهم الخّاصّة، وليس لديهم مبدأ أو قاعدة جوهريّة يلتزمون بها، ويفعلون ما يفعله عبدة الأصنام، حيث تُحدّد مبادئهم وقواعدهم التي يلتزمون بها وِفقاً لمصالحهم الخّاصّة.
يُذبّح الأطفال والنساء في غزة منذ شهور، كبار السن يُقتلون بوحشية، وتتعرض المستشفيات والمدارس للقصف... يفتحون الحرب على الدول الإسلامية ويُمطرونها بالقنابل تحت أدنى ذريعة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمجموعات الصهيونية لا يتحركون، بل ويُقدّمون لها الدّعمَ أيضاً، هم يُوفرّون لهم الذّخيرة المُستخدمة لقتل النساء والأطفال. ولا يستطيعون تَحمّل ردود فعل الناس على جرائمهم، فيبذلون قُصارى جهدهم لإذلال أولئك الذين يحتجّون على أفعالهم، عن طريق مهاجمة مقدّساتهم وواجباتهم الدينيّة.
لكن مهما فعلوا، فكلّه ليس مهم... لقد اقتربت الأيام التي ستتحرر فيها القدس والمسجد الأقصى، سيحدثُ الأمر الذي يخشاهُ العالم، إن تصميم وصمود مجاهدي حماس سيجعل كل طموحات العدو بلا جدوى، وإن إصرار قادة حماس في ساحة الجهاد، وحِكمتهم على طاولة المفاوضات سيُحبِط كل الفخاخ التي تم نصبها.
حماس هي مثال جيد للمسلمين، الذين يفوزون في الميدان، ويُسيطِرون على المفاوضات، بارك الله سبحانه وتعالى فيهم.
ندعو الله سبحانه وتعالى لهم بالنصر الكامل. آمين! (İLKHA)