نفذ الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، الاثنين، غارات جوية مكثفة على مواقع عديدة بولاية شمال دارفور ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين وتدمير طال مؤسسات خدمية، وتعليمية مهمة.
وخلال الأسابيع الماضية، كثف الجيش السوداني استهدافه لمدينة الفاشر ومدن أخرى في شمال دارفور، مبررًا ذلك بتدمير إمداداً عسكرياً وتشتيت حشود ضخمة لقوات الدعم السريع يقول إنها تنوي مهاجمة قيادة الفرقة السادسة مشاة، لكن قوى سياسية وجماعات حقوقية اتهموا الجيش باستهداف المدنيين حيث أدى القصف الجوي إلى مقتل أعداد كبيرة من المواطنين في أحياء الفاشر الشمالية والشرقية.
وقالت وسائل إعلام سودانية: "إن مقاتلات حربية ظلت تحلق لوقت طويل في سماء مدينة الفاشر قبل أن تبدأ في إسقاط عدد كبير من البراميل المتفجرة استهدفت مواقع يعتقد بتواجد الدعم السريع فيها بشمال وشرق المدينة، لكن ناشطون تحدثوا عن وقوع ضحايا في أوساط المدنيين".
وأفاد شهود عيان بسماعهم دوي انفجارات قوية بالتزامن مع الضربات الجوية، فيما ردت قوات الدعم السريع بالمضادات الأرضية والقصف المدفعي الذي استهدف مواقع القيادة العامة للجيش غرب الفاشر وارتكازات للقوات المسلحة بالقرب من مخيم أبوشوك.
وشمل القصف الجوي، الذي كان وقع فجر الاثنين، مواقع في مدينة مليط شمال مدينة الفاشر ومنطقة كتم الواقعة في الاتجاه الغربي، بجانب مواقع في كبكابية.
وأفادت المصادر بأن الغارات الجوية استهدفت مواقع مدنية في كبكابية شملت منازل في حي الشهيد والمسجد الرئيسي للحي.
وأشارت إلى أن الاستهداف طال كذلك مدرسة الدورتين، ومستشفى كبكابية التعليمي ما أدى إلى دمار كبير طال هذين المرفقين، مشيرة عن وفاة سيدة واحدة على الأقل وإصابة أكثر من خمس آخرين إصابات بعضهم خطرة.
من جهتها، قالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في بيان: "إن سلاح الطيران التابع للقوات المسلحة قصف مواقع في ولاية شمال دارفور بمدن الفاشر وكبكابية وكتم، فأوقع عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في أوساط المدنيين العزل؛ وسبق هذا القصف الجوي طلعات جوية على منطقة الهدرة جنوب كردفان أسفر أيضًا عن عدد من القتلى والجرحى المدنيين".
وأضاف البيان: "تعرب تقدم عن استنكارها الشديد للقصف الجوي الذي يستهدف المدنيين بشكل متواصل منذ اندلاع الحرب، وطالب بالتوقف فورًا عن استهداف المدنيين بالغارات الجوية والقصف المدفعي، مع وقف الاستهداف الأمني للقوى الديمقراطية المدنية المنادية بوقف الحرب بمختلف مكوناتها".
وجددت "تقدم" دعوتها للأطراف المتقاتلة بضرورة الاحتكام لصوت العقل، والتوجه صوب حلول السلمية لتجنيب السودان ويلات الحرب التي يدفع ثمنها الملايين من أبناء الشعب السوداني قتلاً وتشريداً ونزوحاً وفقداناً للممتلكات، والالتفات للمعاناة الإنسانية بفتح مسارات إيصال المساعدات الإنسانية لإنقاذ حياة ملايين السودانيين من شبح المجاعة التي تطرق أبواب البلاد بعنف وهي معطيات باتت تستوجب وقف هذه الحرب العبثية الآن وفورًا.
وكانت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر قالت، الأحد: "إن المدينة تعرضت لقصف جوي مكثف أودى بحياة 3 مدنيين و10 مصابين". (İLKHA)