قدمت الولايات المتحدة الأمريكية مشروع قرار معدل للمرة السادسة إلى مجلس الأمن الدولي، وقد حدّدت فيه واشنطن جملة من المطالب، في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزّة، بحسب وسائل إعلام.
وطالب مشروع القرار بوقف فوري لإطلاق النار في غزّة، مؤكداً على أن هذا ينبغي أن يضع الأساس لوقف مستدام لإطلاق النار.
وأكد الحاجة الملحة لتوسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة بأكمله، ورفع جميع الحواجز التي تحول دون وصولها، مع ضمان تدفقها المستدام عبر جميع نقاط العبور الضرورية، بما في ذلك معبر كرم أبو سالم وفتح معابر إضافية وممر بحري.
وعبّر القرار عن قلقه العميق إزاء خطر المجاعة والأوبئة الذي يواجه السكان المدنيين في غزة، مشيراً إلى أنّ الجوع في القطاع وصل إلى مستويات كارثية.
ورفض القرار أي تهجير قسري للسكان في غزة في انتهاكٍ للقانون الدولي، كما رفض الإجراءات التي من شأنها تقليص مساحة القطاع، بما في ذلك إنشاء ما يسمى بالمناطق العازلة، معرباً عن قلقه من تداعيات الهجوم البري على رفح لأنه سيؤدي إلى مزيد من الضرر للمدنيين ونزوحهم بشكل أكبر.
ورفض أيضاً مشروع القرار الأميركي المقدم إلى مجلس الأمن أي محاولة للتغيير الديموغرافي أو الإقليمي في غزة، مكرراً التزامه الثابت برؤية حل الدولتين.
ونصّ القرار على دور جميع الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، مُرحِباً بقرار الأمين العام بإجراء تحقيق في الادعاءات القائلة بأن بعض موظفي الأمم المتحدة و"الأونروا "شاركوا في عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
إلا أن مشروع القرار الأميركي، وعلى صعيد آخر، حثّ الدول الأعضاء على تكثيف جهودها لقمع ما اعتبره تمويلاً للإرهاب، بما في ذلك عن طريق تقييد تمويل حماس من خلال السلطات المعمول بها على المستوى الوطني.
وطالب جميع الأطراف بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين تحتجزهم، مؤكداً على إدانة الهجمات التي قادتها حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وشدّد القرار على أهمية منع امتداد الصراع في المنطقة، بما في ذلك على طول الخط الأزرق، مُديناً العمليات التي تنفذها القوات المسلحة التابعة لحركة أنصار الله (الحوثيين) اليمنية في البحر الأحمر.
ويتزامن هذا التحرك مع شروع وزير الخارجية الأميركي "أنتوني بلينكن" في زيارته السادسة للشرق الأوسط منذ بدء الحرب الإرهابية على غزة، إذ وصل، أمس الأربعاء، إلى مدينة جدة لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين السعوديين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية "ماثيو ميلر" في بيان: "إن بلينكن يبحث في جدة والقاهرة جهود الوساطة التي تجريها قطر ومصر بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، فضلًا عن الجهود المبذولة لتوصيل المزيد من المساعدات إلى غزة".
كما أعلنت الخارجية الأميركية أن بلينكن سيزور الكيان الصهيوني، الجمعة، في إطار جولته الشرق أوسطية، بعد أن يزور مصر، اليوم الخميس.
وسبق وأن فشل مجلس الأمن في تبني مشروع قرار جزائري دعا إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد استخدام واشنطن حق النقص (الفيتو).
وكان ممثل الجزائر الدائم لدى مجلس الأمن "عمار بن جامع" قال: "إن رفض مشروع القرار يشكل موافقة على التجويع كوسيلة حرب ضد الفلسطينيين".وقف إطلاق اتلنار
واستخدمت أميركا حق (الفيتو) في مجلس الأمن للمرة الثالثة ضد مشاريع قرارات بشأن الحرب الدموية على غزة، مما عرقل المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. (İLKHA)