دعا رئيس هيئة علماء فلسطين الدكتور "نواف التكروري" في حوارٍ له مع وكالة إيلكا للأنباء (İLKHA) المسلمين للتبرع لغزة وللمجاهدين فيها مشيرا إلى أن غزة هي كرامة الأمة.
وقال التكروري في حديثه بعد ذكر اسم الله والصلاة على رسوله: "أيها المسلمون يطل عليكم شهر رمضان؛ شهر الإيمان، شهر البذل، شهر العطاء، شهر الإحساس مع الآخر، شهر الجهاد في سبيل الله بكل صوره، ولا شك أن الجهاد بالمال أحد أجلى هذه الصور؛ ولاسيما فيما نطالب به المسلمين اليوم؛ وإن كان ذروة السنام هو الجهاد القتالي وهو الغاية التي ينبغي أن نسعى إليها، في مواجهة أعداء هذه الأمه، الذين يدمرون المقدسات ويقتلون الأنسان و ينالون من كل شيء على أرضنا المباركة؛ إلا أن الجهاد المالي له أهمية وفضلٌ عند الله عظيم".
وتابع حديثه قائلاً: " اليوم أيها المسلمون حين نخاطبكم حول الجهاد بالمال، ونحن في شهر رمضان المبارك شهر العطاء؛ نقول لكم اقتصدوا في طعامكم، اقتصدوا في إفطاركم، في سحوركم، في نفقات كل ما هو أساسي، فضلا عما هو تكميلي غير أساسي".
وأضاف: "إن الأمة التي تضن بالعطاء لمواطن عزتها وكرامتها هي أمةٌ في خطرٍ عظيم، وإن باب الجهاد وإن المجاهدين ينبغي أن يكونوا على رأس قائمة أبواب البذل".
وخاطب الأمة قائلاً: "جودوا بالغالي والنفيس قبل أن لا تجدوا ما تجودون به؛ لأن هذا العدو يريد أن ينال منا جميعاً".
وتابع خطابه: "يا أيها الإخوة يا أيها المسلمون لا يمكن أن نترك من يثبت فينا ومن يصبر ويتحمل المواجهة ويقاوم ويلحق بالعدو النكاية يموت من الجوع، لا يمكن أن أمةً كريمةً عزيزةً تقبل أن يموت أشرافها من الجوع، وهي قادرة على البذل والعطاء؛ لذلك أقول لكم من يبخل فإنما يبخل عن نفسه، هذا ما قاله الله سبحانه وتعالى، فابذلوا وادفعوا، لا أقول من زوائد أموالكم بل مما تحتاجون إليه فضلاً عما هو زائد، فالرسول صلى الله عليه وسلم في يوم الحاجة منع أصحاب الأضاحي أن يدخروا من الأضاحي وقال بعد ذلك لما رفعت الحاجة: "كنت نهيتكم عن ادخار لحوم الأضاحي ألا فكلوا وادخروا إنما كان ذلك من أجل الدافة"؛ أي من أجل الحاجة التي لحقت، فعلينا أن نجود بما نملك وأن لا نبخل عن أهلنا في غزة وعن كل مواطن الحاجة في هذه الأمة".
وأردف قائلاً: "إن الله سبحانه وتعالى يبارك في أموال أصحاب البذل وهذا خطابنا للعامة ولمن لا يجدون إلا أقوتهم فأقول لهم من قوتكم المفروض إن شهر رمضان ليس شهر الترفيه وشهر الترف في المآكل والمشارب، المفروض أن الانسان يأكل ثلاث وجبات في غير رمضان وهو يأكل وجبتين في رمضان فينبغي أن تكون نفقاته ثلثي نفقات وضعه العادي، وليس ضعفي وإنما ثلثي والثلث يكون لمواطن حاجة الأمة، فهو يقتصد فيما يحتاج إليه ليحقق الحاجات الكبرى، ومواطن عزة الأمة وكرامتها، في المقدمة".
وأكد على أهمية وضرورة دعم المجاهدين فقال: "إنه إذا عرض العطاء لأهل الفقر وأهل الجهاد فإن العطاء لأهل الجهاد أولى؛ كما أتفق العلماء، سئل ابن تيمية - رحمه الله- : "لو كان عندك مقدار من المال وتريد ان تعطيه أتعطيه لفقير او لمجاهد"، فقال: "إن الفقير جوعه على نفسه وإن المجاهد حاجته تنعكس على الأمة كلها"، وانا أقول إن أهلكم في غزة كلهم مجاهدون حتى الذين لا يحملون السلاح؛ لأنهم يثبتون كرامة الأمة بصمودهم وثباتهم ويدافعون ويدفعون هذا العدو من أن يستولي على بلاد المسلمين وأرضهم، وأن يتفرد بمقدساتهم؛ لذلك وجب علينا وعلى المسلمين جميعاً أن يجودوا وأن يبذلوا وأن يخصوا أهل غزة بالعطاء؛ لأنهم على الثغر الأكبر في جهاد هذه الأمه، وفي مقارعة أعداءها".
وختم حديثه قائلاً: "ألا فجودوا أيها المسلمون فشهر رمضان هو شهر العطاء، شهر البذل، شهر التضحية، شهر الفداء، شهر الجهاد، فجاهدوا بأموالكم منتظرين ومتشوقين إلى الجهاد بأنفسكم؛ حتى ندحر أعدائنا ونثبت حقنا ونقيم العدل في بلادنا بإذن الله". (İLKHA)