علق الناطق الرسمي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام "أبو عبيدة" على أهم الأحداث والمستجدات، في اليوم الـ133 للحرب على غزة، وذلك في كلمةٍ له بثتها وسائل إعلامية، وهذا نص ما جاء في كلمته:
"بسم الله الرحمن الرحيم
(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الإرض ونجعلهم أئمه ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون)
الحمد لله رب العالمين ناصر المجاهدين، ورافع لواء القابضين على جمرة الوطن والدين، ومذل المستكبرين، وشديد البأس على المجرمين.
والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد وعلى آله وصحبه ومن جاهد جهاده إلى يوم الدين وبعد.
يا أبناء شعبنا العظيم الأبي المعطاء، يا رمز الثبات والصمود والبطولة، يا مجاهدي شعبنا وأمتنا العظماء، في كل ثغور الرباط والقتال والمواجهة، يا أبناء أمتنا الكبيرة الممتدة، يا أحرار العالم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
133 يوماً منذ بدء معركة طوفان الاقصى، التي غيرت وستغير وجه المنطقة، وكتبت منذ صباح السابع من اكتوبر، 2023، بداية النهاية والأفول لأطول وآخر احتلال في التاريخ المعاصر، فوقعت إنكساره وإساءة وجهه، وفضحه، وإن طوفان الأقصى الذي انطلق من أجل أعظم غاية وهدف؛ وهي نصرة مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولن يهدأ بعون الله، وسيتشكل أكثر فأكثر؛ ليزيل الظلم والعدوان عن الأقصى وعن أرض الاسراء والمعراج، وسيكون نقطةً فاصلةً في تاريخ أمتنا بإذن الله تعالى.
يا شعبنا يا أمتنا للشهر الخامس على التوالي تواجه المقاومة الفلسطينية في غزة وشعبنا المرابط الصامد حربا صهيونية إمريكية، لا زالت عاجزة أمام شعبٍ عظيمٍ معطاءٍ يواجه المجازر والمذابح المروعة، لكنه لا يعرف الانكسار، فأنى لهم بهزيمة شعبٍ اطفاله يعلمون الكبار العاجزين دروساً في الرجولة، ونساؤه خنساواتٌ يخرجن الأبطال ويصنعن الأجيال ومقاومته اسطورة العصر، وايقونة الزمان في القتال والبطولة والعطاء!، كيف سيهزمون شعباً تعيش مقاومته في وجدانه! وتتقاسم معه المعاناة والألم والأمل، وتضحي معه بفلذات الأكباد وتقدم القادة والجند، في سبيل الله وفي سبيل الحرية؛ ودفاعاً عن أقدس المقدسات وأعظم القضايا.
يواصل مجاهدونا في كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية، يواصلون وسيواصلون مواجهة جيشٍ مجرمٍ نازيٍ، لم يمر في التاريخ المعاصر له مثيل، في نازيته وهمجيته وعقيدته العنصرية المقيتة، ويوقعون في جيش العدو خسائر فادحةٍ لم يسبق لها مثيل أيضاً في تاريخ ثورة شعبنا، فيدمرون آلياته ومدرعاته، ويطبقون على جنوده المدججين بالسلاح، والمدعومين بالدبابات والطائرات والبوارج الحربية، ويوقعونهم في كمائن محكمة، ويصطادون ضباطهم في عمليات قنص احترافية، ويهاجمون قطعان جنودهم من مسافة صفر، وكلما ظن العدو أنه بات آمنا في منطقة محروقة من الأرض، خرج له مجاهدونا، من حيث لا يحتسب في عملياتٍ نوعيةٍ وقاتلةً؛ بعون الله سبحانه وتعالى وتاييده وتوفيقه، وبالتوازي فإن المعركة تتواصل على كافة الجبهات بل وتتسع وتتعاظم أمام عنجهية العدو وغطرسته وعدوانه الهمجي النازي، وإننا لا نود أن نسهب في تعداد عمليات كتائب القسام، إذ نعلن عنها اولاً بأول، على مدار الساعة؛ كما أن الظروف الميدانية لبعض مجاهدين في العقد القتالية، تؤخر الإعلان عن بعض المهام، وإن ما نبثه من عملياتٍ ومشاهد هو جزءٌ مما نفذه وينفذه مجاهدونا في الميدان، وإننا نؤثر تأجيل أو عدم الإعلان عن بعض العمليات وعدم بث بعض المشاهد؛ لأسبابٍ ميدانيةٍ وظروفٍ أمنيةٍ معقدةٍ.
يا شعبنا يا أمتنا يا أحرار العالم إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام وفي اليوم الثالث والثلاثين بعد المئة من المعركة والتصدي وعطفاً على ما سبق فإننا نؤكد على ما يلي:
أولاً إن المجاهدين في كافة مناطق القتال والتوغل للعدوان الصهيوني في شمال ووسط قطاع غزة يخوضون معارك بطولية بتكتيكات مختلفة وبالاسلحة المناسبة؛ بناءٍ على حجم التوغل الصهيوني والإستحكام الميداني، وفق تقديرات ميدانيةٍ يتقرر فيها في كل عملية نوعية السلاح وطبيعة الهجمات، بما يحقق إيقاع خسائر محققةٍ في صفوف العدو وستستمر مقاومتنا لهذا العدوان والغزو الصهيوني حتى خروج آخر جندي من قطاع غزة بعون الله تعالى، وحيث ما كان التوغل والعدوان سيواجه بالمقاومة والتصدي، وستقع الخسائر الفادحة في صفوف قوة العدو بقوة الله، وان الآلاف من مجاهدينا في عقدهم ومواقع قتالهم في حالة تأهب دائمٍ وبروح معنويةً عالية، بحجم يقينهم بنصر الله، وبقدر إنتمائهم وارتباطهم بأرضهم المباركة ومعركتهم المقدسة، وعلى مستوى دافعيتهم الكبيرة والدائمة للانتقام من عدوهم الذي يمارس القتل والإجرام والعدوان.
ثانيا إننا لسنا معنيين في هذه المرحلة بالتفنيد التفصيلي لكل ما يرد على لسان قيادة العدو العسكريين والسياسيين، حول إنجازات مزعومة في الميدان، وإبادة متوهمةً لكتائب عسكرية، فهذا العدو المتفكك المتنازع المأزوم لا يثق به حتى اقرب أصدقائه، ولا يصدقه حتى حلفائه، ولا يستطيع أن يقنع جمهوره برغم كل أكاذيبه بأنه انتصر أو ينتصر أو يحقق أهدافه، لكننا نقول بإيجاز أنما يطلقه العدو من تصريحات وأرقام ومعلومات هي دعاية كاذبة، وإنما يبثه من صور تضخم انجازات وهمية يأتي في ذات السياق، وكثيرٌ مما يعلنه ويبثه العدو ملفق ومختلق لاغراض داخلية ومعنوية، فليقل العدو المجرم الكاذب ما يشاء، وليروج لجمهوره المغفل الذي يدرك وسيدرك كذب قيادته، ولا زال الميدان مفتوحا والحقائق مشرعة، وقادم الايام والمستقبل القريب والبعيد بإذن الله سيثبت وهم هذا العدو، وكذبه وتخبطه، وإن الأهداف السياسية الرخيصة التي يحاول قادات العدو تحقيقها، عبر مجازرهم وجرائمهم القذرة من جهة، وعبر أكاذيبهم السوداء من جهةٍ أخرى ستؤدي بهم إلى سقوط مدوٍ وخزيٍ وعارٍ وحسرةٍ بعون الله وقوته.
ثالثاً إن الخسائر في صفوف أسرى العدو باتت كبيرة جداً، ولم نكن نود أن يصل الحال الى هذه المرحلة من الخسائر، والمعانات للأسرى، وقد حاولنا حماية ورعاية هؤلاء الأسرى وصولاً إلى هدفٍ إنسانيٍ سامٍ ونبيل، وهو تحرير أسرانا المظلومين المقهورين. وتحقيق حقوق شعبنا المشروعة والانسانية. ولا نزال نسعى لذلك بكل السبل، وكنا قد حذرنا عشرات المرات من المخاطر التي يتعرض لها أسرى العدو لدى المقاومة، والخسائر في صفوفهم منذ بداية الحرب، لكن قيادة الاحتلال تجاهلت مصير أسراها، وتعمد الجيش النازي الصهيوني قتل أسراه وإصابتهم، وفي هذه الأثناء يعيش أسرى العدو المصابين والمرضى أوضاعاً صعبةً للغاية، ويكافحون للبقاء على قيد الحياة، وهذا ليس مستغرباً فكل ما يعانيه شعبنا من جوعٍ وعطشٍ وإنعدامٍ للمستلزمات الطبية وغيرذلك؛ يعانيه وسيعانيه أسرى العدو، وقيادة العدو وجيشه الهمجي وحدهم من يتحملون هذه المسؤولية كاملةً، فالوقت ينفذ بشكلٍ متسارعٍ جداً وقد أعذر من أنذر.
ختاماً يا أبناء شعبنا العظيم؛ لقد كتب الله علينا أن نعيش على هذه الارض؛ لنقاتل هذا العدو المجرم الذي لعنه الله في كل كتاب، وغضب عليه وكتب عليه ليبعثن عليه الى يوم القيامة من يسومه سوء العذاب، ونحن كشعبٍ ومقاومةٍ نرابط على هذه الارض، ونقاتل على هذا الثغر على عين الله، وقد اصطفى الله منا الشهداء، واختبرنا بالتضحيات العظيمة التي سيعقبها فرجٌ ونصرٌ من الله سبحانه وتعالى، فكل التحية لأرواح شهدائنا الأبرار، الذين سالت دمائهم شاهدةً على الظلم والعدوان والإجرام، وزادت فاتورة العذاب والإنتقام على هذا العدو الباغي الجبان، وتحيةً لكم يا أهلنا ويا شعبنا المعطاء؛ يا من لا توفيه كل الكلمات حقه وقدره، وعهداً علينا أن نبقى على عهد الشهداء وعلى ثغور المواجهة والمقاومة، والجهاد حتى يأذن الله بنصره، ويكتب على أيدينا شفاء صدور المؤمنين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وإنه لجهاد نصرٌ أو استشهاد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". (İLKHA)